1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلاقه حفصة وفي مراجعته إياها بعد ذلك
صفحة جزء
[ ص: 24 ] 726 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلاقه حفصة ، وفي مراجعته إياها بعد ذلك .

4611 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا إسماعيل بن الخليل الكوفي ، وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال ابن أبي داود : أخبرني صالح بن صالح ، وقال أحمد في حديثه ، عن صالح بن صالح ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ، ثم راجعها .

[ ص: 25 ]

4612 - وحدثنا أبو أمية ، حدثنا محمد بن الصلت ، حدثنا يحيى بن زكريا ، ثم ذكر بإسناده مثله .

4613 - وحدثنا أبو أمية ، حدثنا إسماعيل بن الخليل الخزاز ، حدثنا يونس بن بكير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عمر ، قال : دخل عمر على حفصة أختي وهي تبكي ، فقال : ما لك لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك ، أما إنه قد كان طلقك مرة ، ثم راجعك من أجلي .

قال أبو جعفر : وصالح بن صالح هذا هو ابن صالح بن حي الذي يروي عن الشعبي ، أبو علي ، والحسن بن صالح ، فدل هذا على أنه قد كان له بنون ثلاثة ، أخذ عنهم العلم ، وهم : علي ، والحسن ، [ ص: 26 ] وصالح . فأما علي والحسن فولدا في بطن واحد .

كما حدثني عبد الرحمن بن القاسم القطان الكوفي أبو محمد ، قال : حدثني جعفر بن محمد رجل من الكوفة ، قال : حدثني جدي ، قال : قال صالح بن حي : قلت للشعبي : إنه ولد لي في هذه الليلة ابنان ، فقال : وما سميتهما ، قلت : سميت أحدهما عليا والآخر حسنا ، فقال لي : قد أحسنت ، بارك الله لك فيهما ، وأعلى عليا وحسن حسنا .

ومما يقوي هذا أن البخاري ذكر في كتابه ، فقال : وعبد الله بن صالح بن صالح بن حي الهمداني سمع من عبثر بن القاسم ، سمع منه عمرو الناقد .

قال أبو جعفر : فأما علي وحسن ، فلا عقب لهما ، ووفاتهما متقدمة كما سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول : توفي علي بن صالح ومسعر بن كدام في سنة خمس وخمسين ومائة ، وتوفي الحسن بن صالح سنة سبع وستين ومائة .

4614 - وحدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن صالح ، عن موسى بن علي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فأتاه جبريل [ ص: 27 ] فقال : راجعها فإنها صوامة قوامة .

قال أبو جعفر : وعمرو بن صالح هذا رجل من أهل مصر ممن كان يسكن الحمراء ، تعرف ببطن الدير .

4615 - وحدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا ثابت ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاه جبريل ، فقال : يا محمد طلقت حفصة تطليقة ، وهي صوامة قوامة ، وهي زوجتك في الدنيا وفي الجنة .

[ ص: 28 ] فقال قائل : وكيف تقبلون مثل هذا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلق زوجة من أزواجه هي زوجته في الدنيا وفي الجنة ، وقد كان الله عز وجل خير أزواج نبيه ، وهي منهن بين الدنيا والآخرة ، فاخترن الله ورسوله على الدنيا ، فشكر الله ذلك لهن واحتبسه عليهن واحتبسهن عليه ، حتى جعل لهن أن يكن بعد موته كما كن في حياته ، لأنهن محبوسات عليه ومحرمات على من سواه من الناس .

[ ص: 29 ] فكان جوابنا له في ذلك : أنه وإن كان صلى الله عليه وسلم قد طلقها فلم يخرجها بذلك من أزواجه المستحقات في الدنيا والآخرة ما استحقته من لم يطلقها من أزواجه ، وإنما كان طلاقه لها طلاقا لم يقطع السبب الذي بينه وبينها ، لأنه كان طلاقا رجعيا ، ثم كان بحمد الله ونعمته منه فيها ما كان من مراجعته إياها إلى ما كانت عليه قبل طلاقه إياها رضي الله عنها .

فإن قال هذا القائل : فلو انقضت عدتها ولم يراجعها ، أكانت بذلك تخرج من جملة أمهات المؤمنين حتى لا تكون أما لهم كما كانت قبل ذلك .

كان جوابنا له في ذلك : أن ذلك لو كان لما خرجت من جملة أمهات المؤمنين ولكانت بعده أما لهم ، وأن حرمتها عليهم كحرمتها عليهم قبل ذلك ، وأنها زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، كما لا يخرجها الموت من ذلك لو كان مات عنها وهي بعد موته تستحق النفقة عليها مما كان ينفق عليها منه في حياته ، لأنها محبوسة عليه بعد موته ، كما كانت محبوسة عليه في حياته ، وفيما ذكرنا بيان لما قد توهمه هذا القائل ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية