1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلاوته وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
صفحة جزء
[ ص: 221 ] 748 - باب بيان مشكل مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلاوته وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ، عند قول علي عليه السلام لما قال له ولفاطمة عليهما السلام : ألا تصليان ، إنما أنفسنا بيد الله عز وجل إن شاء أن يبعثنا بعثنا .

4763 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثنا شعيب بن الليث بن سعد ، عن أبيه ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي حدثه ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه هو وفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألا تصلون ؟ فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله عز وجل إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ، ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا .

[ ص: 222 ]

4764 - وحدثنا يزيد بن سنان وإبراهيم بن أبي داود قالا : حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، قال : حدثني عقيل بن خالد ثم ذكر بإسناده مثله .

4765 - وحدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثني الليث ثم ذكر بإسناده مثله .

[ ص: 223 ]

4766 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا حنيفة بن مرزوق والوليد بن صالح قالا : حدثنا ليث بن سعد ، عن عقيل ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه لم يقل في حديثه وهو يضرب فخذه .

4767 - وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد الزهري ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، ثم ذكر بإسناده مثله .

4768 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا بشر بن النعمان الحراني ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الزهري أن علي بن حسين أخبره ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم ذكر مثل حديثي أحمد بن عبد الرحمن اللذين ذكرناهما في هذا الباب .

[ ص: 224 ]

4769 - وحدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ، عن محمد بن مسلم بن شهاب ، عن علي بن حسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم ذكر مثله .

قال أبو جعفر : فوقفنا بهذا الحديث على أن محمد بن إسحاق لم يحدث به بشر بن النعمان سماعا ، وعلى أنه إنما حدثه به تدليسا ، فتأملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ، لما قال له علي ما قال مما ذكر عنه في هذا الحديث ، هل كان ذلك لكراهية منه ما قال له من ذلك ، أم لما سواه ، فوجدناه صلى الله عليه وسلم قد قال له بلال لما ناموا عن صلاة الصبح حتى طلعت عليهم الشمس بعد أن كان بلال قال له في الليل : أنا أوقظكم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين ما قلت يا بلال ؟ فقال له بلال : أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، فلم ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله عليه ، وقد ذكرنا هذا الحديث بإسناده في ما تقدم منا في كتابنا هذا .

[ ص: 225 ] فعقلنا بذلك : أن الذي كان منه صلى الله عليه وسلم من تلاوته وكان الإنسان أكثر شيء جدلا حين قال له علي ما ذكرناه عنه مما قاله له في هذا الحديث ، لم يكن لكراهيته إياه منه ، وكيف ينكره منه وهو حق ؟ وأن ذلك كان منه على إعجابه إياه منه ، لأنه لما قال له ولابنته عليهما السلام : ألا تصليان ، مريدا به منهما أن يأخذا بحظهما من الصلاة في الليل ، وأن لا يتشاغلا عن ذلك بنوم ولا بغيره ، فقال له علي عند ذلك : إنما أنفسنا بيد الله يبعثها متى شاء ، أي : أنا لم ندع ما دعوتنا إليه وحضضتنا عليه مما هو خير لنا مما نحن عليه اختيارا منا ، لما نحن عليه على ما دعوتنا إليه ، ولكن النوم الذي لا حيلة لنا في دفعه عن أنفسنا ، لأنه شيء يحل بنا من الله عز وجل ، مما لا نستطيع دفعه عن أنفسنا ، فكان ذلك القول من علي عليه السلام أحسن ما يكون من الجواب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خاطبه وزوجته به ، فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاوته ما تلاه مما ذكر عنه في هذا الحديث ، لإعجابه بذلك من علي ، ولأن فيما تلاه من القرآن ما يدل على أن الإنسان يكون منه من الجدل ما يكون في أحسن ما يكون من الجواب للكلام الذي تكلم به ، ومما هو محمود منه ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية