1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهب الذي كان علي عليه السلام بعث به إليه من اليمن
صفحة جزء
[ ص: 232 ] 750 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهب الذي كان علي عليه السلام بعث به إليه من اليمن ، فدفعه إلى من دفعه إليه من المؤلفة قلوبهم ، هل في ذلك ما يدل على أن الواجب فيما وجد في المعادن هو الصدقة ، أم لا ؟

4773 - حدثنا بكار بن قتيبة وإبراهيم بن مرزوق قالا : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق أبي سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا عليه السلام إلى اليمن ، فبعث إليه بذهبة من تربتها ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة : بين الأقرع بن حابس ، وعيينة بن بدر ، وزيد الخير الطائي ، وعلقمة بن علاثة العامري ، ثم أحد بني كلاب ، فغضبت قريش ، وقالت : يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما [ ص: 233 ] أعطيهم أتألفهم .

4774 - وحدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن ابن أبي نعم البجلي [ ص: 234 ] عن أبي سعيد الخدري ، قال : بعث علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها من اليمن ، فقسمها بين أربعة : الأقرع بن حابس التميمي ، وبين علقمة بن علاثة العامري ، ثم أحد بني كلاب ، وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين زيد الخيل الطائي ، ثم أحد بني نبهان ، قال : فغضبت قريش والأنصار ، وقالوا : يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا ، فقال : إني أتألفهم .

فقال قائل : في صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الذهب الموجود في المعدن إلى المؤلفة قلوبهم ما قد دل : أنه من المال الذي يعطى منه المؤلفة قلوبهم ، وهو أموال الزكوات . فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله - عز وجل - وعونه : أنه لا دليل له بذلك على ما ذكر ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يتألف قلوب أولئك القوم من الصدقات ، كما قد ذكر هذا القائل ، وقد كان يتألفهم من غيرها .

4775 - كما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، قال : حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى من غنائم حنين مائة [ ص: 235 ] من الإبل : عيينة بن بدر ، والأقرع بن حابس مائة من الإبل .

ولما كان ما ذكرنا كذلك ، انتفى أن يكون في الحديث الأول دليل لهذا القائل على ما توهم أنه دليل له على ما استدل به فيه ، والله - عز وجل - نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية