[ ص: 37 ]  798 - باب بيان مشكل ما روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  وسهل بن حنيف   - رضي الله عنهما - في أمرهما باتهام الرأي بما يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك 
حدثنا 
صالح بن حكيم البصري  ، قال : حدثنا 
يونس بن عبيد الله - يعني العميري -  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  ، قال : 
اتهموا الرأي على الدين  . 
 5036  - وحدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية  ، قال : حدثنا 
محمد بن سابق  ، قال :  
[ ص: 38 ] حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول  ، قال : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=11983أبا حصين  ، قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16115أبو وائل   : لما قدم 
 nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف   - رضي الله عنه - من 
صفين  ، أتيناه نستخبره ، فقال : اتهموا الرأي ، فلقد رأيتني يوم 
أبي جندل  ، ولو أستطيع أن أرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره لرددت  . 
 5037  - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15333إسحاق بن إبراهيم بن يونس  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17220 [ ص: 39 ] هارون بن عبد الله - يعني الحمال -  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14797أبو عامر العقدي  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل  ، قال : 
سمعت  nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف  يوم الجمل ويوم صفين ، يقول : اتهموا رأيكم فلقد رأيتني يوم أبي جندل  ، ولو استطعت أن أرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرددته  . 
 5038  - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15333إسحاق  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17220هارون  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد  ، قال : حدثنا 
عبد العزيز - يعني ابن سياه -  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت  ، قال : أتيت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16115أبا وائل  فسمعته يقول : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف   : 
أيها الناس ، اتهموا أنفسكم ، لقد رأيتنا يوم الحديبية - يعني الصلح الذي كان بيننا وبين المشركين - ولو نرى قتالا لقاتلنا  .  
[ ص: 40 ] فكان ما في حديثي 
عمر  وسهل  هذين ، على أن الرأي قد يصاب به حقيقة الصواب ، وقد يقصر فيه عن ذلك ، وإن كان استعمال الرأي في الحوادث التي لا توجد الأحكام فيها في الكتاب ، ولا في السنة ، ولا في إجماع الأمة منصوصا ، وإن كان قد أبيح اجتهاد الرأي في ذلك ، وأطلق لنا الحكم به ، قد يكون فيه إصابة الصواب في تلك الحوادث ، وقد يكون التقصير عن ذلك ، وإن كنا محمودين في اجتهادنا في ذلك ، إذ لا نستطيع غير ما قد فعلناه فيه ، وفي ذلك ما قد رويناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما تقدم منا في كتابنا هذا في الحكام ذوي الخلاف ، إذا حكموا فأصابوا ، فإن لهم أجرين ، وإذا حكموا فأخطؤوا فإن لهم أجرا واحدا ، إذ كانوا قد اجتهدوا بالآلات التي يجتهد بمثلها ، فأصابوا حقيقة الواجب فيما اجتهدوا فيه ، أو قصروا عنه ، وهذا قول أهل السلامة ممن ينتحل الفقه ، فأما من سواهم ممن قد دخل في الغلو في ذلك حتى قال : إنه إذا حكم بالاجتهاد ومعه الآلة التي لأهلها اجتهاد ، أنه قد حكم بالحق الذي لو نزل القرآن ما نزل إلا به ، ونعوذ بالله من هذا القول ومن أهله ، وإن كان بحمد الله قولا منكسرا ، وأهله محجوجون بما لا يستطيعون دفعه ، ولا الخروج منه ، فممن كان غلا في ذلك 
إبراهيم بن إسماعيل ابن علية   . 
فحدثني 
أبو جعفر محمد بن العباس  ، قال : لما بلغني هذا القول  
[ ص: 41 ] عنه أعظمته ، فأتيته في يومي الذي بلغني ذلك القول عنه فيه ، فذكرت ذلك له لأحقق عليه أنه قد قاله ، فقال لي : قد قلته ، قال : فقلت له : هل استعملت في مسألة من الفقه رأيك ، واجتهدت فيها حتى بلغت عند نفسك غاية الاجتهاد الذي عليك فيها ، ثم تبين لك بعد ذلك أن الصواب في غير الذي كان أداك إليه اجتهادك فيها ؟ فقال لي : نعم ، نحن في هذا أكثر نهارنا ، قال : فقلت له : فأي القولين الذي لو نزل القرآن نزل به في تلك الحادثة ، هل هو القول الأول الذي قلته فيها ، أو هو القول الثاني الذي قلته فيها ، وقد بلغت في كل واحد من القولين الذي عليك أن تبلغه فيه من الاجتهاد ؟ قال : فانقطع والله في يدي أقبح انقطاع ، وما رد علي حرفا. 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر   : وقد أجاد 
 nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر   - رضي الله عنه - في ذلك وأقام لله - عز وجل - في حجة من حججه على من خرج عنها ، وغلا الغلو الذي كان فيه مذموما ، والله نسأله التوفيق .