1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله خياركم من تعلم القرآن وعلمه
صفحة جزء
[ ص: 111 ] 806 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله : " خياركم من تعلم القرآن وعلمه "

5115 - حدثنا يزيد بن سنان وإبراهيم بن مرزوق ، قالا : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : خيركم من علم القرآن وتعلمه .

قال أبو عبد الرحمن : وذلك أقعدني هذا المقعد . قال : وكان يعلم القرآن . [ ص: 112 ]

5116 - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، وأبو الوليد الطيالسي ، قالا : حدثنا شعبة ، ثم ذكر بإسناده مثله .

قال : وكان أبو عبد الرحمن يعلم في حياة عثمان إلى زمن الحجاج ، ويقول : ذلك أقعدني مقعدي هذا . واللفظ لأبي الوليد .

5117 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثناه أبو عاصم وبشر بن عمر ، قالا : حدثنا شعبة ، ثم ذكر بإسناده مثله.

5118 - وحدثنا يزيد ، وصالح بن عبد الرحمن ، وعلي بن شيبة ، وموسى بن النعمان ، قالوا : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : خيركم من تعلم القرآن وعلمه .

5119 - وحدثنا الحسين بن نصر وسليمان بن شعيب ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني علقمة بن [ ص: 113 ] مرثد ، قال : سمعت سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال شعبة : قلت أنا له : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن خيركم من علم القرآن وتعلمه .

قال أبو جعفر : هكذا حدث شعبة بهذا الحديث ، وقد خالفه فيه الثوري ، فنقص من إسناده سعد بن عبيدة ، فلم يذكر فيه .

5120 - كما حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يحدث عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه .

5121 - وكما حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : [ ص: 114 ] حدثنا سفيان ، عن علقمة ، ثم ذكر بإسناده مثله.

5122 - وكما حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : حدثنا سفيان ، عن علقمة ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : سمعت عثمان - رضي الله عنه - يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثله .

5123 - وكما حدثنا أبو شريح محمد بن زكريا وابن أبي مريم ، قالا : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا الثوري ، عن علقمة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه - أو علم القرآن فعلموا .

قال أبو جعفر : هكذا يحدث الناس جميعا ممن يحدث ، عن الثوري ، بهذا الحديث ، لا يذكرون في إسناده سعد بن عبيدة ، غير يحيى بن سعيد ، فإنه حدث به عن سفيان ، فذكر سعد بن عبيدة .

5124 - كما حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا عمرو بن علي [ ص: 115 ] ، قال : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد - قال : حدثنا شعبة وسفيان ، قالا : حدثنا علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خياركم من علم القرآن ، أو تعلمه .

قلت ليحيى : إنهم لا يقولون : عن سفيان ، عن سعد بن عبيدة ، قال : سمعته من سفيان ، ثم حدثنا به سفيان ، فلم أنكره .

[ ص: 116 ]

5125 - حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، قال : سمعت عليا - عليه السلام - يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : خياركم من تعلم القرآن وعلمه .

5126 - وكما حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، ثم ذكر بإسناده .

[ ص: 117 ]

5127 - وكما حدثنا يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن شيبة الجدي ، قال : حدثنا شريك ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : خياركم من قرأ القرآن وأقرأه .

فتأملنا معنى هذا الحديث لنقف به على المعنى الذي استحق به من تعلم القرآن وعلمه الخيار على من سواه من أمثاله ، فوجدنا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأمم ، ووجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فضل القرن الذي بعث فيه منها على بقيتها ، ثم فضل القرن الذي يليه على بقيتها بعده بقوله : " خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم " . وقد ذكرنا ذلك بأسانيده فيما تقدم منا في كتابنا هذا .

وكان في هذا الحديث إعلام رسول الله الناس ما يكونون به خيار [ ص: 118 ] القرن الذين هم منه ، وأنهم الذين تعلموا القرآن وعلموه ، ولما كانوا بذلك خيارا قد فضلوا من سواهم من أهل القرن الذين هم منه ، وكانوا في أنفسهم قد يجوز أن يكونوا متفاضلين ، فيكون بعضهم أفضل من بعض بمعنى زائد على المعنى المذكور في هذا الحديث من العلم بأحكام الله - عز وجل - التي في كتابه ، والتي أجراها على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - ممن ليس بقيتهم فيها كذلك ، فيكون من ذلك فيه أفضل ممن سواه ممن هو من أهل قرنه الذي هو منه ، ثم يكونون كذلك كلما تعالوا بمعنى من هذه المعاني ، وبما سواها من الأشياء التي يحمدون عليها ، حتى يكون من كان كذلك ، يفضل من سواه ممن هو في طبقته ، فيكون من كان كذلك خيار تلك الطبقة ، ويكونون كذلك طبقة بعد طبقة ، حتى يتناهى ذلك إلى من هو أعلاهم في تلك المعاني كلها ، فيكون هو خيرهم ، ويكون ما قد ذكرنا في القرن الأول من أمة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في القرن الثاني منها كذلك ، وفيمن سواه من القرون في أمته قرنا فقرنا كذلك أيضا ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية