1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما يروى عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس مما يرفعه بعضهم عن علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المراد بقول الله عز وجل وتجعلون شكركم مكان ما نقرأه نحن رزقكم أنكم تكذبون
صفحة جزء
[ ص: 211 ] 825 - باب بيان مشكل ما يروى عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس مما يرفعه بعضهم عن علي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المراد بقول الله - عز وجل - : " وتجعلون شكركم مكان ما نقرأه نحن رزقكم أنكم تكذبون

5214 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي ، قال : حدثنا إسرائيل بن يونس .

5215 - وحدثنا فهد ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا إسرائيل ، ثم اجتمعا ، فقالا : عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن ، عن علي - عليه السلام - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله - عز وجل - : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ، قال : " شكركم ، تقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، ونجم كذا وكذا .

[ ص: 212 ] وحدثنا ابن أبي مريم ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي - عليه السلام - مثله ، ولم يرفعه .

5216 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا سريج بن النعمان الجوهري ، قال : حدثنا هشيم [ ص: 213 ] - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا هشيم ، ثم اجتمعا ، فقال : كل واحد منهما ، عن أبي بشر جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أنه كان يقرأ " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون ".قال : نزلت بالأنواء ، كانوا إذا مطروا من الليل ، فإذا أصبحوا ، قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا ، وكان قولهم ذلك كفرا ، فأنزل الله - عز وجل - : وتجعلون شكركم على ما أنزلت عليكم من الرزق والغيث أنكم تكذبون ، تقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا .

وقد روي عن عبد الله بن عباس أيضا أنه قرأ مكان : " وتجعلون شكركم وتجعلون رزقكم .

5217 - كما قد حدثنا يونس ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن ابن عباس في قوله - عز وجل وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [ ص: 214 ] قال : هو الاستسقاء بالأنواء .

فتأملنا ما في هذه الآثار ، فوجدنا في بعضها : وتجعلون شكركم مكان ما يقرأ : وتجعلون رزقكم فكان ذلك مفتوح المعنى ، وكان ذلك كما تقول العرب : زرتك لتكرمني ، فجعلت زيارتي أنك استخففت بي ، فيكون المعنى : جعلت ثواب زيارتي الاستخفاف بي ، فمثل ذلك جعلتم الشكر لما كان مني إليكم التكذيب ، كذلك قال الفراء .

ووجدنا في بعضها ما يقرؤونه وهو: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون فكان معنى ذلك يرجع إلى المعنى الآخر ، من العرب من يسمي الشكر الرزق ، منهم أزد شنوءة ، ذكر ذلك قطرب والفراء جميعا ، فرجع معنى ذلك إلى معنى ما قد ذكرناه في المراد بقوله : وتجعلون شكركم .

وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كانوا يقولونه عند المطر كانوا يعانون به ، ويجب عليهم الشكر عنده .

[ ص: 215 ]

5218 - ما قد حدثنا يونس ، قال : أخبرنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عتاب بن حنين ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لو حبس الله القطر عن الناس تسع سنين ، ثم أرسله لأصبح قوم كافرين يقولون : مطرنا بنوء المجدح .

5219 - وما قد حدثنا يونس ، قال : أخبرنا سفيان ، عن محمد بن [ ص: 216 ] إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها ، ثم يصبح قوم بها كافرين ، يقولون : بنوء كذا وكذا .

قال محمد : فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب ، فقال : ونحن قد سمعنا هذا من أبي هريرة .

قال أبو جعفر : فهذا الذي كانوا يقولونه ، فيصبحون بقولهم إياه كافرين ، أي : كافرين لنعمة الله عليهم ، لا كافرين بما سوى ذلك ، وهذا مثل ما يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما قد ذكرناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا من قوله : " واطلعت في النار ، فرأيت أكثر أهلها النساء" فقيل لم يا رسول الله ؟ فقال : " بكفرهن " ، فقيل : يكفرن بالله ؟ فقال : " لا ، يكفرن الإحسان ، ويكفرن العشير ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط " والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية