[ ص: 406 ]  858 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة عند الله يوم القيامة من أهل الجنة لأهل النار 
 5364  - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12538محمد بن علي بن داود البغدادي  ، قال : حدثنا 
أحمد بن عمران الأخنسي  ، قال : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=11948أبا بكر بن عياش  يحدث عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : 
إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الجنة صفوفا ، وأهل النار صفوفا ، فينظر الرجل من صفوف أهل النار إلى الرجل من صفوف أهل الجنة ، فيقول : يا فلان ، أما تذكر يوم اصطنعت إليك في الدنيا معروفا ؟ فيقال : خذ بيده ، أدخله الجنة برحمة الله  . 
قال 
أنس   : أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك .  
[ ص: 407 ] قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر   : فكان في هذا الحديث أن الشفاعة يوم القيامة قد تكون من ذوي المنازل العالية عند الله ، وإن لم يكونوا أنبياء لمن سواهم من ذوي الذنوب التي يستحقون بها النار ، ومعقول أن ذلك لا يكون إلا في أهل التوحيد المذنبين دون من سواهم من غير أهل التوحيد ، وذلك غير مستنكر من فضل الله - عز وجل - وجوده على الصالحين من عباده بتشفيعه إياهم فيما يشفعون إليه فيه ; لأنهم لما كانوا عند الله بالمنزلة التي أنزلهم إياها ، وإن لم يكن كمنازل الأنبياء التي ينزلهم إياها ، كانت من منازل الأولياء ، وكان الأنبياء مع علو منازلهم يشفعون فيما يشفعون فيه ، كان هؤلاء على قدر منازلهم يشفعون أيضا فيما يشفعون فيه ، وبالله التوفيق .