1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إظهار التكبير في العيد
صفحة جزء
[ ص: 36 ] 867 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إظهار التكبير في العيد وفي أي حال يكون من الطريق إليه ، أم بعد الجلوس فيه

5428 - حدثنا فهد بن سليمان ، ويحيى بن عثمان ، قالا : حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، حدثنا إسحاق بن بزرج ، عن الحسن بن علي ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلبس أجود ما نجد ، وأن نضحي بأسمن ما نجد ; البقرة عن سبعة ، والجزور عن عشرة ، وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار .

[ ص: 37 ] ففي هذا الحديث : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإظهار التكبير في العيد بغير ذكر منه الحال التي يكون ذلك التكبير فيها من طريق إلى العيد ، [ ص: 38 ] ومما سوى ذلك .

فنظرنا : هل نجد في ذلك شيئا يدلنا على الحال التي يكون ذلك التكبير فيها . ؟

فوجدنا فهدا قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عائذ بن حبيب ، عن الحجاج ، عن سعيد بن أشوع ، عن حنش بن المعتمر قال : رأيت عليا رضي الله عنه ، أتي ببغلته يوم الأضحى فركبها ، فلم يزل يكبر حتى أتى الجبانة .

ووجدنا محمد بن خزيمة قد حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن عدي ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن ابن عجلان ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يخرج يوم الفطر ويوم الأضحى يكبر ، يرفع بذلك صوته حتى يجيء المصلى .

ووجدنا يوسف بن يزيد قد حدثنا ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا الدراوردي ، عن موسى بن عقبة ، وعبيد الله بن عمر ، عن نافع : أن ابن عمر كان إذا خرج من بيته إلى العيد كبر حتى يأتي [ ص: 39 ] المصلى ، ولا يخرج حتى تطلع الشمس .

ووجدنا محمد بن خزيمة ، وابن أبي داود قد حدثانا ، قالا : حدثنا يوسف بن عدي ، حدثنا ابن إدريس ، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن محمد بن إبراهيم : أن أبا قتادة كان يكبر يوم العيد حتى يبلغ المصلى .

قال أبو جعفر : فكان ما روينا عن علي ، وابن عمر ، وأبي قتادة في ذلك التكبير أنه في الطريق إلى المصلى لا فيما سواه .

ووجدنا أبا أمية قد حدثنا ، قال : حدثنا جعفر بن عون المخزومي ، ثم العمري ، أخبرنا الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، قال : خرج ابن الزبير يوم العيد ، فلم يرهم يكبرون ، فقال : ما لهم لا يكبرون ؟! أما والله لئن فعلوا ذلك ، لقد رأيتنا في عسكر ما يرى طرفاه ، فيكبر الرجل ويكبر الذي يليه ، حتى يرتج العسكر ، وإن بينكم وبينهم كما بين الأرض السفلى إلى السماء الدنيا .

قال أبو جعفر : فكان في هذا الحديث عن ابن الزبير في التكبير [ ص: 40 ] في الطريق إلى المصلى كما في حديث علي ، وابن عمر ، وأبي قتادة ، وكان في حديثه إخباره بذلك عمن كان قبله ممن كان في الرتبة التي فوق أهل الزمان الذي رآهم لا يكبرون فيه . فقال قائل : فقد روي عن عبد الله بن عباس ما يخالف ما في هذه الآثار .

فذكر ما قد حدثنا بكار بن قتيبة ، حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن شعبة مولى ابن عباس ، قال : كنت أقود ابن عباس إلى المصلى فيسمع الناس يكبرون ، فيقول : ما شأن الناس أيكبر الإمام ؟ فأقول : لا ، فيقول : أمجانين الناس ؟

فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد يحتمل أن يكون التكبير الذي أنكره ابن عباس لما سمعه كان تكبير من في المصلى ، وليس ذلك بموضع تكبير ، فقال من أجل ذلك ما قال : إن ذلك الموضع إنما يكبر الناس فيه بعد دخولهم في الصلاة لعيدهم ، ولتكبير الإمام التكبير الذي يكبره فيها مما يكبر الناس بتكبيره فيها ، وهو أولى ما حمل عليه ما قد روي عنه من هذا حتى لا يكون خارجا عما رويناه عما سواه في هذا الباب .

فقال قائل : فقد روي عن إبراهيم ما يدل على كراهته ، كان لذلك فذكر . [ ص: 41 ]

ما قد حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن علي بن حي ، عن إبراهيم النخعي : أنه سئل عن التكبير يوم الفطر ، فقال : إنما يفعله الحواكون . فكان جوابنا له في ذلك : أن ما روينا في هذا الباب مما تقدمت روايتنا إياه فيه عمن روينا عنه فيه أولى أن يؤخذ به مما رويناه عن إبراهيم مما يخالفه ، وإن كان غير متصل به في إسناده ، لأن علي بن حي لم يلقه ، ولم يسمع منه ، وقد روي في تأويل قول الله عز وجل : ولتكبروا الله على ما هداكم ما يدل على ما روي خلاف ذلك مما قد ذكرناه قبله في هذا الباب .

كما حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن داود بن قيس ، قال : سمعت زيد بن أسلم يقول : ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ، قال : التكبير يوم الفطر .

وقد روي عن عطاء بن أبي رباح : أن التكبير في العيد سنة .

[ ص: 42 ] كما حدثنا أبو أمية قال : حدثنا عبد الرحمن بن قيس الضبي ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن عطاء في التكبير يوم العيد قال : سنة .

وفيما قد ذكرنا في هذا الباب مما يوجب التكبير في يوم العيد في الطريق إلى المصلى مما يجب التمسك به وترك خلافه ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية