1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنه الرائش أو الراشي مع لعنه الراشي والمرتشي
صفحة جزء
[ ص: 332 ] 905 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنه الرائش أو الراشي مع لعنه الراشي والمرتشي

5655 - حدثنا علي بن معبد بن نوح ، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي ، حدثنا هريم - يعني ابن سفيان - ، عن ليث ، عن أبي زرعة ، عن أبي إدريس ، عن ثوبان قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش .

5656 - وحدثنا أحمد بن داود بن موسى ، حدثنا يزيد بن خالد بن موهب ، وسهل بن محمد العسكري ، قالا : حدثنا ابن أبي زائدة ، حدثنا ليث ، عن أبي الخطاب ، عن أبي إدريس [ ص: 333 ] ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ، وهو الذي يمشي بينهما .

فاختلف ابن أبي زائدة ، وهريم عن ليث في إسناد هذا الحديث كما ذكرنا اختلافهما عنه .

فسأل سائل : عن الرائش والراشي المذكور في هذا الحديث ما هو ؟ فكان جوابنا له في ذلك : أنه الذي يسعى في ذلك الأمر حتى يتم به ، كذلك يقول أهل العلم باللغة في ذلك ، يقولون : إن ذلك أخذ من الريش الذي تتخذ منه السهام ، ويجعل فيها ، وهي التي لا تقوم السهام إلا به ، فجعل مثله المسبب الذي لا يقوم إلا بالذي كان منه فيه حتى التأم به .

فأما ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لعنه الراشي والمرتشي مما لا ذكر لغيرهما معهما فيه .

[ ص: 334 ]

5657 - فمما قد حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لعنة الله على الراشي والمرتشي .

5658 - وما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا أبو عامر العقدي ، عن ابن أبي ذئب ، ثم ذكر بإسناده مثله .

وكان ما في هذا الحديث من جمع الراشي والمرتشي باللعن فيه ما قد دل أنهما فيه سواء ، وأن كل واحد منهما كان منه فيه ما لا يحل له ، فكان من الراشي ما لا يحل أن يرشي فيه ، وكان من المرتشي [ ص: 335 ] ما لا يحل أن يرتشي منه ، وقد بين ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث سوى هذا الحديث .

5659 - فمنها ما قد حدثنا أبو أمية ، حدثنا دحيم بن اليتيم ، حدثنا ابن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عمته قريبة ابنة عبد الله بن وهب ، عن أبيها ، قال : أخبرتني أمي أم سلمة من قلق فيها : أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي في الحكم .

فدل ذلك : أن جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان باللعن في هذا الحديث لا يستوي أمورهما فيه .

ومما روي مما جمعا فيه مما لم يعلم ما هو ، إلا أنه معقول أنه [ ص: 336 ] كان منهما على ما يحرم عليهما .

5660 - ما قد حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني عبد الجبار بن عمر ، عن أبي حرزة - يعني ابن مجاهد - ، عن الحسن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن النبي عليه السلام ، قال : لعن الآكل والمطعم سواء في الرشوة .

ولم يدخل في ذلك عندنا - والله أعلم - من منع حقا فرشا ليصل إلى حقه ، فذلك غير داخل في الذم ; لأنه طلب الوصول إلى حقه ، وآخذ الرشوة منه التي لولا أخذه إياها لما وصل إلى حقه لمنعه إياه داخل في اللعن المذكور في هذه الأحاديث .

ومثل ذلك ما قد روي عن جابر بن زيد في هذا المعنى .

كما حدثنا أحمد بن أبي عمران ، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، أو إسحاق بن إسماعيل - أبو جعفر يشك - ، حدثنا سفيان ، عن [ ص: 337 ] عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد ، قال : ما وجدنا في أيام زياد أو ابن زياد شيئا هو أنفع من الرشى ، أي أنهم كانوا يفعلون ذلك استدفاعا للشر عنهم .

ومما قد روي في هذا الباب أيضا من القصد بالمعنى للراشي والمرتشي : أن ذلك كان فيما هو حرام على الراشي والمرتشي جميعا .

5661 - ما قد حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زياد المدني ، حدثنا عباس بن الوليد النرسي .

5662 - وما قد حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا سهل بن بكار ، قالا : حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم . والله الموفق .

التالي السابق


الخدمات العلمية