1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله لا يقضي الحاكم بين اثنين وهو غضبان
صفحة جزء
[ ص: 92 ] 90 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله : لا يقضي الحاكم بين اثنين وهو غضبان .

629 - حدثنا بكار ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا شعبة . وحدثنا ابن مرزوق ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : كتب أبي إلى ابنه وهو بسجستان : أن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : لا يحكم أحدكم بين اثنين وهو غضبان .

630 - وحدثنا علي بن معبد ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا [ ص: 93 ] سفيان الثوري ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه أنه كتب إلى ابنه أن رسول الله عليه السلام قال : لا يقض الحاكم بين اثنين وهو غضبان .

631 - وحدثنا محمد بن علي بن زبيد المكي ، حدثنا أحمد بن محمد القواس ، عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن ابن جريج ، عن سفيان أن عبد الملك بن عمير ، حدثه ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي عليه السلام ... فذكر مثله .

فقال قائل : فكيف يجوز لكم أن ترووا هذا عن رسول الله عليه السلام وأنتم تروون عنه ، فيما كان عليه في وقت حكمه بين الزبير وبين خصمه من الأنصار من الغضب ، لما أحفظه الأنصاري بقوله كان له يومئذ قبل ذلك : أن كان ابن عمتك .

632 - وذكر ما قد حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني [ ص: 94 ] يونس والليث ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، حدثه أن عبد الله بن الزبير ، حدثه عن الزبير بن العوام ، أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا مع رسول الله عليه السلام في شراج من الحرة قد كانا يسقيان كلاهما به النخل ، فقال للأنصاري : سرح الماء يمر ، فأبى عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك ، فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا زبير ، اسق ثم احبس الماء حتى يبلغ إلى الجدر .

قال ابن وهب وهو الأصل واستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه السعة له وللأنصاري ، فلما أحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري استوعى للزبير حقه في صريح الحكم ، فقال للزبير : ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية ، يزيد أحدهما على صاحبه في قصة الحديث .

[ ص: 95 ]

633 - وكما حدثنا هارون بن كامل ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني ابن شهاب ، عن عروة أنه حدثه ، عن عبد الله بن الزبير ، حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير [ ص: 96 ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل ، فقال للأنصاري : سرح الماء يمر ، فأبى عليه فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك ؛ فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله ، أن كان ابن عمتك ؟ ! فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا زبير اسق واحبس الماء ثم أرجع إلى الجدر ، قال الزبير : والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك : فلا وربك لا يؤمنون .

634 - وكما حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا ابن المبارك ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ... ثم ذكر بإسناده مثله .

فكان جوابنا له في ذلك أن الذي رويناه ، عن أبي بكرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره من الحكام للخوف عليهم فيما ينقلهم إليه الغضب من العدل في الحكم إلى خلافه ، والذي في حديث الزبير فمخالف لذلك ؛ لأنه في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في تولي الله تعالى إياه وعصمته له وحفظه عليه أموره بخلاف الناس في مثل ذلك ، فانطلق ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعمله ولم ينطلق ذلك لغيره فنهاه رسول الله عليه السلام عنه كما حدثه أبو بكرة عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية