1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المراد بقول الله عز وجل ذلك أدنى ألا تعولوا
صفحة جزء
[ ص: 426 ] 919 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المراد بقول الله عز وجل : ذلك أدنى ألا تعولوا .

5730 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم - يعني دحيما - حدثنا محمد بن شعيب بن شابور ، عن عمر بن محمد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ذلك أدنى ألا تعولوا قال : لا تجوروا .

[ ص: 427 ] [ ص: 428 ] ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث إلا من هذا الوجه وهو وجه محمود ، لأن عمر بن محمد الذي دار عليه معه من الجلالة ما لا خفاء به عند أهل العلم ، وقد حدث عنه مالك وغير واحد من أمثاله ، وما حدث ابن وهب عن أحد من أهل المدينة أجل منه ، وهو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب .

وقد روينا عن ابن عباس في تأويلها أيضا هذا القول بعينه في الباب الذي قبل هذا الباب ، وهذا مما لا يقال بالرأي ، وإنما يقال بالتوقيف .

وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر .

كما قد حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا أبو عمر الحوضي ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن عطاء - يعني ابن السائب - ، عن عامر ، عن ابن عباس : ذلك أدنى ألا تعولوا قال : لا تميلوا .

[ ص: 429 ] ولا نعلمه روي عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأويلها غير هذا القول .

وقد روي عن غير واحد من التابعين في تأويلها مثل ذلك أيضا .

كما حدثنا محمد بن خزيمة ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة في هذه الآية : ذلك أدنى ألا تعولوا قال : ألا تميلوا ، قال : وأنشدنا بيتا من شعر زعم أن أبا طالب قاله :

بميزان قسط لا يخس شعيرة وميزان صدق وزنه غير عائل

.

[ ص: 430 ]

وكما حدثنا يوسف بن يزيد ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا هشيم ، أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم : ذلك أدنى ألا تعولوا " قال : لا تميلوا .

وكما حدثنا يوسف ، حدثنا سعيد ، حدثنا هشيم ، أخبرنا حصين ، عن أبي مالك ، مثله .

[ ص: 431 ] ولا نعلم أحدا من التابعين روي عنه في تأويلها غير هذا التأويل غير زيد بن أسلم ، فإنه روي عنه في تأويلها أن ذلك على أن لا يكثر عيالهم ، وهذا قول يزعم أهل اللغة : أنه قول فاسد ، وأنه لو كان على ما قال زيد في تأويلها لكان : " ألا تعيلوا " ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية