1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرحبا وأهلا ما المراد بهما
صفحة جزء
[ ص: 198 ] 962 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في " مرحبا وأهلا " ما المراد بهما ؟

قال أبو جعفر رحمه الله : قد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا حديث مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنها - في مجيء فاطمة - رضي الله عنها - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ، وقوله لها : مرحبا بابنتي .

5943 - حدثنا محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا الحماني ، حدثنا أبو معاوية ، عن الحجاج ، عن ابن أبي جحيفة .

عن أبيه أن نفرا من بني عامر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم : مرحبا .

[ ص: 199 ]

5944 - وحدثنا الباغندي ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا عبد الرحمن بن حميد ، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه أن عليا - رضي الله عنه - لقي النبي - عليه السلام - ، فقال له : مرحبا وأهلا .

5945 - وحدثنا الباغندي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق .

عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : مرحبا .

[ ص: 200 ]

5946 - وحدثنا الباغندي ، حدثنا الحماني ، حدثنا أبو الأحوص ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار : مرحبا .

قال أبو جعفر : فسأل سائل عن معنى هاتين الكلمتين يريد " مرحبا وأهلا" ما هو ؟

فكان جوابنا له في ذلك : أن الرحب من الأماكن هو الواسع منها ، ومنه قول الله تعالى حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .

وأما الأهل ، فالمراد به : إذا نزلت منزلة الرجل في أهله الذي يكون [ ص: 201 ] في نزوله عندهم راحته .

ومن ذلك ما قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خاطب به عليا لما جاءه خاطبا لفاطمة إليه .

5947 - كما حدثنا علي بن شيبة ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، حدثنا عبد الرحمن بن حميد ، أخبرنا عبد الكريم بن سليط قال أبو غسان : سألت عنه فقالوا : بصري من أهل خراسان ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال نفر من الأنصار لعلي - رضي الله عنه - : عندك فاطمة ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، فقال : ما حاجة ابن أبي طالب ؟ قال : يا رسول الله ، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مرحبا وأهلا ، لم يزده عليها . فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار وهم ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما أدري ، ولكنه قال لي : مرحبا وأهلا . قالوا : يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما ؛ أعطاك الأهل ، وأعطاك المرحب ، فلما كان بعد ذلك بعدما زوجه قال : يا علي ، إنه لا بد للعرس من الوليمة ، فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة ، فلما كان ليلة البناء ، قال : لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء ، فتوضأ منه ، ثم إنه أفرغه على علي ، فقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك في نسلهما .

[ ص: 202 ] قال أبو غسان : النسل من النساء .

وما في هذا الحديث مما خاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بقوله له : مرحبا وأهلا ، وما حملته الأنصار عليه مما قاله لعلي دليل على ما قلنا مما تأولنا هاتين الكلمتين عليه ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية