المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 151 ] 12 - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم من شاء من النساء بغير صداق لنفسه ولغيره

1584 - قال عبد بن حميد : حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي الغساني ، ثنا فائد بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ، قال : والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، أهلكني الشبق والجوع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أعرابي ، الشبق والجوع ؟ " قال : هو ذاك ، قال صلى الله عليه وسلم : " فاذهب ، فأول امرأة تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك " .

فقال الأعرابي : فدخلت نخل بني النجار ، فإذا جارية تخترف في زنبيل ، فقلت لها : يا ذات الزنبيل ، هل لك زوج ؟ قالت : لا ، قال : انزلي ، فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فنزلت ، فانطلقت معها إلى منزلها ، فقالت لأبيها : إن هذا الأعرابي أتاني وأنا أخترف في الزنبيل ، فسألني : هل لك زوج ؟ فقلت : لا ، فقال : انزلي ، فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فخرج أبو الجارية إلى الأعرابي ، فقال الأعرابي : ما ذات الزنبيل منك ؟ قال : ابنتي ، قال : هل لها زوج ؟ قال : لا ، قال : فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فقال [ ص: 152 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل لها زوج ؟ " قال : لا ، قال صلى الله عليه وسلم : " اذهب ، فأحسن جهازها ، ثم ابعث بها إليه " .

فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته ، وأحسن القيام عليها ، ثم بعث معها بتمر ولبن . فجاءت به إلى بيت الأعرابي ، وانصرف الأعرابي إلى بيته ، فرأى جارية مصنعة ، ورأى تمرا ولبنا ، فقام إلى الصلاة .

فلما طلع الفجر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغدا أبو الجارية على ابنته ، فقالت : والله ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا !

قال : فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فدعا الأعرابي فقال : " يا أعرابي ، ما منعك أن تكون ألممت بأهلك ؟ " قال : يا رسول الله ، انصرفت من عندك ، ودخلت المنزل وإذا بجارية مصنعة ، ورأيت تمرا ولبنا ، فكان يجب علي أن أحيي ليلتي إلى الصبح - يعني شكرا - فقال صلى الله عليه وسلم : " يا أعرابي ، اذهب فألم بأهلك
".

[ ص: 153 ] [ ص: 154 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية