المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
1585 - وقال أبو يعلى : حدثنا إبراهيم بن الحجاج ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم العدوي ، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : إن جليبيبا كان امرأ من الأنصار ، وكان يدخل على النساء ويتحدث إليهن .

قال أبو برزة رضي الله عنه : فقلت لامرأتي : اتقوا ، لا يدخلن عليكن جليبيب ! قال : وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجوها حتى يعلم هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أو لا .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار : " يا فلان ، زوجني ابنتك " ! قال : نعم ، ونعمة عين ! قال صلى الله عليه وسلم : " إني لست لنفسي أريدها " ، قال : فلمن ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " لجليبيب " . قال : يا رسول الله ، نستأمر أمها .

فأتى فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت : نعم ، ونعمة عين ! تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قال : إنه ليس لنفسه يريدها ، قالت : فلمن ؟ قال : لجليبيب ، قالت : حلقى ! ألجليبيب ؟ لا ، لعمر الله لا أرفع جليبيبا .

فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت الفتاة من خدرها لأبويها : من خطبني إليكم ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني . فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : شأنك بها ، فزوجها جليبيبا .

قال حماد : قال لي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قلت لثابت : هل تدري ما دعا صلى الله عليه وسلم لها به ؟ قال : اللهم صب عليهما الخير صبا ، ولا تجعل عيشهما كدا كدا !

قال ثابت : فزوجها إياه
.

* قلت : رواه معمر عن ثابت ، عن أنس رضي الله عنه ، وتابعه ديلم بن غزوان ، عن ثابت ، عن أنس رضي الله عنه ، ورواية حماد بن سلمة أصح .

[ ص: 155 ] [ ص: 156 ] [ ص: 157 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية