المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 48 ] 16 - باب الترهيب من الزنا واللواط والقيادة والقذف وشرب الخمر

1855 - قال الحارث : حدثنا داود بن المحبر ، ثنا ميسرة بن عبد ربه ، عن أبي عائشة السعدي ، عن يزيد بن عمر ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة وابن عباس - رضي الله عنهما - قالا : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرا الحديث ، وفيه : ومن نكح امرأة في دبرها أو رجلا أو صبيا ، حشر يوم القيامة وهو أنتن من الجيفة ، يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ، وأحبط الله أجره ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ويدخل في تابوت من نار ، وتسلط عليه مسامير من حديد حتى تشبك تلك المسامير في جوفه ، فلو وضع عرق من عروقه على أربعمائة أمة لماتوا جميعا ، وهو من أشد أهل النار عذابا يوم القيامة .

ومن زنا بامرأة مسلمة أو غير مسلمة حرة أو أمة فتح عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار ، تخرج عليه منها [ ص: 49 ] حيات وعقارب وشهب من النار ، فهو يعذب إلى يوم القيامة بتلك النار ، مع ما يلقى من تلك الحيات والعقارب ، ويبعث يوم القيامة يتأذى الناس بفرجه ، ويعرف بذلك حتى يدخل النار ، ويتأذى به أهل النار ، مع ما هم فيه من العذاب .

إن الله تعالى حرم المحارم ، وليس أحد أغير من الله تعالى ، ومن غيرته حرم الفواحش ، وحد الحدود ، ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه ، ثم يؤمر به إلى النار ، وإن فاكهها حبس على كل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام ، والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها أو فاكهها أو واقعها فعليها من الوزر مثل ما على الرجل ، فإن غلبها الرجل على نفسها كان عليه وزره ووزرها .

ومن رمى محصنات أو محصنة حبط عمله وجلد يوم القيامة سبعين ألفا من بين يديه ومن خلفه ، ثم يؤمر به إلى النار .

ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله تعالى من سم الأساود ، وسم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها ، فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة ، يتأذى به أهل الجمع ، ثم يؤمر به إلى النار ، ألا وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها ، والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في إثمها وعارها ، ولا يقبل منه صيام ولا حج ولا عمرة حتى يتوب ، فإن مات قبل أن يتوب منها كان حقا على الله تعالى أن يسقيه [ ص: 50 ] بكل جرعة شربها في الدنيا شربة من صديد جهنم ، ألا وكل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام ، ومن قاود بين رجلين وامرأة حراما حرم الله عليه الجنة ، ومأواه النار وساءت مصيرا ، ومن وصف امرأة لرجل فذكر له جمالها وحسنها حتى افتتن بها فأصاب منها حاجة خرج من الدنيا مغضوبا عليه ، ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع والأرضون السبع ، وكان عليه من الوزر مثل الذي أصابها ، قلنا : فإن تابا وأصلحا ؟ قال : قبل منهما ، ولا يقبل من الذي وصفها ، ومن فجر بامرأة ذات بعل انفجر من فرجها واد من صديد مسيرة خمسمائة عام ، يتأذى به أهل النار من نتن ريحه ، وكان من أشد الناس عذابا يوم القيامة ، ومن قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها لله عز وجل مخافة منه أمنه الله تبارك وتعالى من الفزع الأكبر ، وحرمه على النار ، وأدخله الجنة ، فإن واقعها حراما حرم الله عليه الجنة وأدخله النار
.

هذا حديث موضوع ، والمتهم به : ميسرة بن عبد ربه .

[ ص: 51 ] [ ص: 52 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية