المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 634 ] 9 - باب ذكر تفسير قول عمر رضي الله عنه : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقيد من نفسه

2120 - قال أبو يعلى : حدثنا سويد بن سعيد ، ثنا الوليد بن محمد الموقري ، عن ثور بن يزيد ، عن أبي هريرة ، عن عمر رضي الله عنهم ، قال : رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في الجهاد فاجتمعوا عليه حتى غموه ، وفي يده صلى الله عليه وسلم جريدة قد نزع سلاؤها وبقيت سلاءة لم يفطن بها ، وقال : تأخروا عني هكذا ، فقد غممتموني . فأصاب النبي بطن رجل ، فأدمى الرجل فخرج وهو يقول : هذا فعل نبيك فكيف بالناس ؟ فسمعه عمر رضي الله عنه ، فقال له: انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان هو أصابك فسوف يعطيك الحق ، وإن كنت كذبت لأرعبنك بمعاملتك حتى تحدث ، فقال الرجل : انطلق بسلام ، فلست أريد أن [ ص: 635 ] أنطلق معك . قال : ما أنا بوادعك . فانطلق به عمر رضي الله عنه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن هذا يزعم أنك أصبته ودميت بطنه ، فما ترى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أحقا أنا أصبتك ؟ قال الرجل : نعم يا نبي الله . قال صلى الله عليه وسلم : هل رأى ذلك أحد ؟ قال : قد كان هاهنا ناس من المسلمين . فقال : اللهم إني أنشد شهادة رجل رأى ذلك إلا أخبرني . فقال ناس من المسلمين : يا رسول الله ، أنت دميته ولم ترده . فقال صلى الله عليه وسلم : خذ لما أصبت مالا وانطلق . فقال : لا . قال : فهب لي ذلك ؟ قال : لا أفعل . فقال صلى الله عليه وسلم : فتريد ماذا ؟ قال : أريد أن أستقيد منك يا نبي الله . فقال صلى الله عليه وسلم : نعم . فقال له الرجل : اخرج من وسط هؤلاء ، فخرج من وسطهم وأمكن الرجل من الجريدة يستقيد منه صلى الله عليه وسلم ، فكشف عن بطنه ، وجاء عمر رضي الله عنه ليمسك النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه ، فقال : عثرت بنعلك وانكسرت أسنانك . فلما دنا الرجل ليطعن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى الجريدة ، وقبل سرته وقال : يا نبي الله هذا الذي أردت لكيما يقمع الجبارون من بعدك . فقال عمر رضي الله عنه : لأنت أوثق عملا مني .

[ ص: 636 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية