المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
2149 - أخبرنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بعد غزوة ذات السلاسل أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو غلام . فأسر في تلك الغزوة ناس كثير من العرب وسبوا ، فانتدب في بعث أسامة عمر بن الخطاب ، والزبير بن العوام رضي الله عنهما فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يمضي ذلك الجيش ، فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال أسامة لأبي بكر رضي الله عنه حين بويع له - ولم يرح أسامة رضي الله عنه حتى بويع لأبي بكر رضي الله عنه - فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم وجهني لما وجهني له ، وإني أخاف أن ترتد العرب ، فإن شئت كنت قريبا حتى تنظر ، قال أبو بكر رضي الله عنه : لا أرد أمرا أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن إن شئت أن تأذن لعمر رضي الله عنه فافعل ، فأذن له ، فانطلق أسامة رضي الله عنه حتى أتى المكان الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتهم الضبابة حتى جعل الرجل لا يكاد يبصر صاحبه قال : فوجدوا رجلا من أهل تلك البلاد فأخذوه فدلهم على الطريق حيث أرادوا ، فأغاروا على المكان الذي أمروا فسمع بذلك الناس [ ص: 83 ] فجعل بعضهم يقول لبعض : أيزعمون أن العرب قد اختلفت ، وخيولهم بمكان كذا وكذا فرد الله تعالى بذلك عن المسلمين فكان أسامة بن زيد رضي الله عنه يدعى بالإمارة حتى مات . يقولون : بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزعه حتى مات .

قال الزهري : ولما بعث أبو بكر رضي الله عنه لقتال أهل الردة قال : تثبتوا فأي محلة سمعتم فيها الأذان فكفوا فإن الأذان شعار الإيمان .


قال معمر : وقال هشام بن عروة : كان أهل الردة يأتون أبا بكر رضي الله عنه يقولون : أعطنا سلاحا نقاتلهم فيعطيهم السلاح فيقاتلونه ، فقال عباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه :


أتأخذون سلاحه لقتاله في ذلكم عند الإله آثام .

[ ص: 84 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية