المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
3126 وقال ابن أبي عمر : حدثنا بشر بن السري ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن عراك بن مالك ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي البختري ، عن الباهلي ، قال : إن عمر رضي الله عنه ، قام في الناس خطيبا ، مدخلهم الشام بالجابية ، فقال : تعلموا القرآن تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وإنه لن يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله تعالى ، واعلموا أنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق قول بحق وتذكير عظيم ، واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجاب ، قال : فيترأى له رزقه ، وإن اقتحم هتك الحجاب ، ولم يدرك فوق رزقه ، وأدبوا الخيل ، وانتضلوا ، وانتعلوا وتسوكوا ، وتمعددوا ، وإياكم وأخلاق العجم ، ومجاورة الجبارين ، وأن يرى بين أظهركم صليب ، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر ، وتدخلوا الحمام بغير إزار ، وتدعوا نساءكم يدخلن الحمامات ، فإن ذلك لا يحل ، وإياكم أن تكسبوا من عند الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في أرضهم ، فإنكم يوشك أن ترجعوا إلى بلادكم ، وإياكم والصفار أن تجعلوه في رقابكم ، وعليكم بأموال العرب : الماشية تزولون بها حيث زلتم ، واعلموا أن الأشربة [ ص: 99 ] تصنع من الزبيب والعسل والتمر ، فما عتق منه ، فهو خمر لا يحل ، واعلموا أن الله تعالى لا يزكي ثلاثة نفر ، ولا ينظر إليهم ، ولا يقربهم يوم القيامة : رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا ، فإن أصابها وفى له ، وإن لم يصبها لم يف له ، ورجل خرج بسلعة بعد العصر ، فحلف لقد أعطى بها كذا وكذا فاشتريت لقوله ، وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر ، ولا يحل لك أن تهجر أخاك فوق ثلاث ، ومن أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 100 ] [ ص: 101 ] [ ص: 102 ] [ ص: 103 ] [ ص: 104 ] [ ص: 105 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية