المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 282 ] 3465 أخبرنا النضر بن شميل ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قتل رجل تسعة وتسعين نفسا ، ثم أراد التوبة ، فأتى راهبا بأرض عرية فقال : يا راهب ، قتلت تسعة وتسعين نفسا ، فهل لي من توبة ؟ قال : لا . قال : لا جرم ، والله لأكملنهم بك مائة . ثم أتى راهبا آخر ، قال : إني قتلت تسعة وتسعين نفسا وكملتهم مائة براهب ، فهل لي من توبة ؟ فقال : لقد أسرفت على نفسك وركبت عظيما ، ومن تاب تاب الله عليه . قال : فنبذ السيف ، وقال : والله لأخدمنك حتى يفرق بيننا الموت . قال : عاهده أن لا يعصيه ، قال : فجاء قوم سفرا أو مسنتون وكان يتطبب ، فقال الرجل : تأمرني بشيء ؟

قال : اذهب فاسجر التنور . قال : فذهب فسجره حتى حمي . فقال : قد حمي ، فما تأمرني ؟ قال : اذهب فقع فيه . قال : فذهب فوقع [ ص: 283 ] فيه ، ثم ادكر الراهب فقام وقام من معه ، فإذا هو في التنور يرشح عرقا لم تضره النار . فقال الراهب : قد علمت أن توبتك قد قبلت ، فلأخدمنك أبدا حتى تفارقني .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : وكان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم أصبح وقد كتب كفارة ذنبه على أسكفة بابه ، ففضلكم الله تعالى عليهم فأمرتم بالاستغفار ، فتستغفرون الله تعالى ، قال : ولقد أعطى هذه الأمة آية ما أحب أن لهم بها الدنيا وما فيها :
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الآية

إسناده صحيح .

وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

[ ص: 284 ] [ ص: 285 ] [ ص: 286 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية