المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 406 ] 7 - باب عقاب من تعلم القرآن ثم نسيه

3501 - أو لم يعمل به أو رائى به والنهي عن الجدال فيه .

قال الحارث : حدثنا داود بن المحبر ، ثنا ميسرة بن عبد ربه ، عن أبي عائشة السعدي ، عن يزيد بن عمرو ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، وابن عباس رضي الله عنهم قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث ، وفيه : " ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله مجذوما مغلولا ، وسلط الله تعالى عليه بكل آية حية تنهشه في النار ، ومن تعلم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حطام [ ص: 407 ] الدنيا وزينتها ، استوجب سخط الله تعالى ، وكان في درجة اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب الله ( عز وجل ) وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ، ومن قرأ القرآن رياء وسمعة أو يريد به الدنيا لقي الله ( تعالى ) ووجهه عظم ليس عليه لحم ، ودع القرآن في قفاه حتى يقذفه في النار فيهوي فيها مع من هوى ، ومن قرأه ولم يعمل به حشره الله تعالى يوم القيامة أعمى ، فيقول له : رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ؟ فيقول ربك : كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ، وكذلك اليوم تنسى ، ثم يؤمر به إلى النار . ومن تعلم القرآن ابتغاء وجه الله تعالى وتفقها في دين الله ( عز وجل ) كان له من الثواب مثل جميع ما أعطى الله تعالى الملائكة والأنبياء والرسل ، ومن تعلم القرآن رياء وسمعة ليماري به السفهاء ، ويباهي به العلماء ، ويطلب به الدنيا ، بدد الله [ ص: 408 ] تعالى عظامه يوم القيامة ، وكان من أشد الناس عذابا ، ولا يبقى منها ( شيء ) من أنواع العذاب إلا عذب به ؛ لشدة عذاب الله تعالى وسخطه عليه " .

[ ص: 409 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية