المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
3992 - وقال معاذ بن المثنى في زيادات مسند مسدد : حدثنا عبد الله بن مسلم القرشي ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة - رضي الله عنها - فقالت : يا أبة ، إن الناس يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضا .

فقال رضي الله عنه : أسندوني ، فأسندوه ، قال رضي الله عنه : ما عسى أن يقولوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يا علي ، يدك في يدي ، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل ، ما عسى أن يقولوا في عثمان رضي الله عنه ؟! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يوم يموت عثمان رضي الله عنه تصلي عليه ملائكة السماء قلت : يا رسول الله ، لعثمان خاصة أم للناس عامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " لعثمان رضي الله عنه خاصة " ، ما عسى أن يقولوا في طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ؟! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليلة وقد سقط رحله ، فقال : من يسوي لي رحلي وهو في الجنة ؟ " فبدر طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فسواه له صلى الله عليه وسلم حتى ركب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا طلحة ، هذا جبريل - عليه الصلاة والسلام - يقريك السلام ويقول : أنا معك في أهوال يوم القيامة حتى أنجيك منها " .

[ ص: 269 ] ما عسى أن يقولوا في الزبير بن العوام رضي الله عنه ؟! رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد نام فجلس الزبير رضي الله عنه يذب عن وجهه حتى استيقظ ، فقال له : " يا أبا عبد الله ، لم تزل ؟ " قال رضي الله عنه : لم أزل بأبي أنت وأمي ، قال صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل - عليه الصلاة والسلام - يقريك السلام ويقول : أنا معك يوم القيامة حتى أذب عن وجهك شرر النار .

ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ؟! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم بدر وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرة ، يدفعها إليه ويقول : " ارم فداك أبي وأمي " .

وما عسى أن يقولوا في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ؟! رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول في منزل فاطمة رضي الله عنها ، والحسن والحسين - رضي الله عنهما - يبكيان جوعا ويتضوران ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من يصلنا بشيء ؟ " فطلع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بصفحة فيها حيسة ورغيفان بينهما إهالة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كفاك الله تعالى أمر دنياك ، وأما أمر آخرتك فأنا لها ضامن
.

[ ص: 270 ] [ ص: 271 ] [ ص: 272 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية