المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 517 ] 83 - فضل أبي كعب الحارثي رضي الله عنه

4085 - قال إسحاق : أخبرنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن زياد بن جبل ، عن أبي كعب الحارثي ، هو ذو الإداوة ، قال : سمعته يقول : خرجت في طلب إبل لي ضوال ، فتزودت لبنا في إداوة ، ثم قلت في نفسي : ما أنصفت ، فأين الوضوء ؟ فأهرقت اللبن وملأتها ماء ، وقلت : هذا وضوء ، وهذا شراب . فكنت أبغي إبلي فإذا أردت أن أتوضأ اصطببت من الإداوة ماء فتوضأت ، وإذا أردت أن أشرب اصطببت لبنا فشربته ، فمكثت بذلك ثلاثا ، فقالت له أسماء البحرانية : يا أبا كعب ، أحقيبا كان أم حليبا ؟ فقال : إنك لبطالة ، بل كان يعصم من الجوع ، ويروي من الظمأ .

[ ص: 518 ] أما إني حدثت بهذا الحديث نفرا من قومي فيهم علي بن الحارث سيد بني قيان ، قال : ما أظن الذي تقول كما قلت .

قلت : الله أعلم بذلك . ثم رجعت إلى منزلي ، فنمت تلك الليلة فإذا أنا به صلاة الصبح على بابي ، فقلت : يرحمك الله ، لم تعنيت إلي ؟ ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ قال : أنا أحق بذلك أن آتيك ، ما نمت الليلة إلا أتاني آت فقال : أنت الذي تكذب من يحدث بأنعم الله تعالى . ثم خرجت حتى أتيت المدينة فأتيت عثمان بن عفان رضي الله عنه فسألته عن شيء من أمر ديني ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني رجل من بني الحارث من أهل اليمن ، أريد أن أسألك عن أشياء ، فمر حاجبك أن لا يحجبني . فقال رضي الله عنه : يا وثاب ، إذا جاء الحارثي فأذن له . فكنت إذا جئت فقرعت الباب فقال : من ذا ؟ فقلت : الحارثي ، قال : ادخل . فدخلت فإذا عثمان رضي الله عنه جالس ، وحوله نفر سكوت لا يتكلمون ، كأنما على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم جلست ولم أسأله عن شيء لما رأيت من حالهم
.. فذكر الحديث .

[ ص: 519 ] [ ص: 520 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية