المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 227 ] 7 - باب بناء الكعبة

4219 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا النضر بن شميل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، فذكر قصة فيها : ثم حدث ، يعني : عليا رضي الله عنه ، قال : إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أمر ببناء البيت ، فضاق به ذرعا ، فلم يدر كيف يبني ، فأنزل الله عز وجل السكينة وهي ريح خجوج ، فتطوقت له مثل الحجفة فبنى عليها ، فكان كل يوم يبني ساقا - يعني : بناء - ومكة شديدة الحر ، فلما بلغ عليه السلام موضع الحجر ، قال لإسماعيل عليه الصلاة والسلام : اذهب فالتمس حجرا ، فذهب إسماعيل عليه السلام يطوف في الجبال ، ونزل جبريل عليه السلام بالحجر ، فجاء إسماعيل عليه السلام ، وقال : من أين هذا ؟ فقال : من عند من لا يتكل على بنائي وبنائك ، فوضعه .

ثم انهدم فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تنازعوا فيه ، فقالوا : أول من يخرج من هذا الباب باب بني شيبة ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هذا الأمين .

فأمر صلى الله عليه وسلم بثوب فبسطه فوضعه فيه ، وأمر من كل قوم رجلا ، فأخذ بناحية من الثوب فرفعه ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه .

[ ص: 228 ] [ ص: 229 ] [ ص: 230 ]

4219 \ 2 - وقال الطيالسي : حدثنا حماد ، وقيس وهو ابن الربيع ، وسلام وهو أبو الأحوص ، كلهم عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي رضي الله عنه ، قال : لما هدم البيت بعد جرهم ، بنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تشاجروا من يضعه ، فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة ، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب ، فرفعوه ، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 231 ]

4219 \ 3 - وقال أبو بكر : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي رضي الله عنه ، قال : لما أرادوا أن يرفعوا الحجر ، يعني : قريشا ، اختصموا فيه ، فقالوا : نحن نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم ، فجعلوه في مرط ، ثم رفعه جميع القبائل كلها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب ، يعني : قبل البعثة .

4219 \ 4 - وقال الحارث : حدثنا العباس بن الفضل الأزرق ، ببغداد إملاء ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد ، قال : فقال رجل لعلي رضي الله عنه ، أخبرني عن بنائه ، قال : أوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا ، قال : فضيق على إبراهيم عليه السلام ذرعا ، فأرسل الله تعالى ريحا يقال لها : السكينة ، ويقال : الخجوج ، لها عينان ورأس ، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت ، ويقيل إذا قالت ، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت ، فتطوقت عليه مثل الحجفة ، وهي بإزاء البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيان كل يوم ساقا ، فإذا اشتد عليهما الحر ، استظلا في ظل الجبل ، فلما بلغا موضع الحجر ، قال إبراهيم لإسماعيل : ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس ، فاستقبل إسماعيل الوادي وجاء بحجر ، فاستصغره إبراهيم ورمى به ، وقال : جئني بغيره ، فذهب إسماعيل ، وهبط جبريل على إبراهيم بالحجر الأسود ، فجاء إسماعيل ، فقال له إبراهيم : قد [ ص: 232 ] جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك ، قال : فبنى البيت ، وجعل يطوف حوله ، ويطوفون ويصلون ، حتى ماتوا وانقرضوا ، فتهدم البيت ، فبنته العمالقة ، فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا ، فبنته قريش ، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه ، فقالوا : أول من يطلع من الباب ... الحديث .

[ ص: 233 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية