المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 269 ] 14 [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]

4233 - [1] قال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا علي بن مسهر ، عن الأجلح ، عن الذيال بن حرملة الأسدي ، عن جابر رضي الله عنه ، قال : اجتمعت قريش يوما ، فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه ، فقالوا : ما نعرف أحدا غير عتبة بن ربيعة ، فقالوا : أنت يا أبا الوليد ، فأتاه عتبة فقال : يا محمد ، أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك ، فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك ، أما والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك ، فرقت شملنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقدم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ، أيها الرجل ، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا [ ص: 270 ] واحدا ، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرغت ؟ قال : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم حم تنـزيل من الرحمن الرحيم ، حتى بلغ : فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، فقال له عتبة : حسبك ، حسبك ، ما عندك غير هذا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لا ، فرجع إلى قريش فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا قد كلمته به ، قالوا : فهل أجابك ؟ قال : نعم ، قال : والذي نصبها بنية ، ما فهمت شيئا مما قال غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، قالوا : ويلك ، يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال ؟ قال : لا والله ، ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة .

[2 ، 3] رواه عبد وأبو يعلى ، جميعا عن أبي بكر ، وصححه الحاكم من طريق جعفر بن عون عن الأجلح .

[ ص: 271 ] [ ص: 272 ] [ ص: 273 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية