المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 337 ] 23 - باب قتل كعب بن الأشرف

4259 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق ، يقول : حدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : إنهم اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمشى معهم حتى بلغ بقيع الغرقد في ليلة مقمرة ، فقال : انطلقوا على اسم الله ، اللهم أعنهم ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، قال : فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، يعني : كعب بن الأشرف ، فهتف أبو نائلة به ، فنزل إليه وهو حديث عهد بعرس ، فقالت له امرأته : إنك محارب ، وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة ، فقال لها : إنه أبو نائلة ، والله لو وجدني نائما ما أيقظني ، فقالت : والله إني لأعرف في صوته الشر ، فقال لها : لو يدعى الفتى لطعنه لأجاب ، فنزل إليهم ، فتحدثوا ساعة ، ثم قالوا : لو مشينا إلى شعب العجوز فتحدثنا ليلتنا هذه ، فإنه لا عهد لنا بذلك ، قال : نعم ، فخرجوا يمشون ثم إن أبا نائلة [ ص: 338 ] شام يده في فود رأسه ، فقال : ما رأيت كالليلة عطرا أطيب ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد بمثلها حتى اطمأن ، فأدخل يده في فود رأسه ، فأخذ شعره ، ثم قال : اضربوا عدو الله قال : فاختلفت عليه أسيافهم ، قال : وصاح عدو الله صيحة فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه نار ، قال : وأصيبت رجل الحارث ، قال محمد بن مسلمة : فلما رأيت السيوف لا تغني شيئا ذكرت مغولا في سيفي ، فأخذته فوضعته على سرته فتحاملت عليه حتى بلغ عانته فوقع ، ثم خرجنا فسلكنا على بني أمية ، ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث ، ثم أسرينا في حرة العريض ، وأبطأ الحارث ونزف الدم فوقفنا له ، ثم احتملناه حتى جئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل وهو يصلي ، فخرج علينا فأخبرناه بقتل عدو الله ، فتفل صلى الله عليه وسلم على جرح الحارث ، فرجعنا به إلى بيته ، وتفرق القوم إلى رحالهم ، فلما أصبحنا خافت يهود لوقعتنا بعدو الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وجدتموه من رجال يهود فاقتلوه ، فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود ، وكان يبايعهم ويخالطهم فقتله ، قال : فجعل حويصة بن مسعود وهو يومئذ مشرك ، وكان أسن منه يضربه ويقول : أي عدو الله أقتلته ، والله لرب شحم في بطنك من ماله ، فقال : والله ، لقد أمرني بقتله رجل لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ، قال : آلله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : نعم ، [ ص: 339 ] والله فقال : والله ، إن دينا بلغ بك هذا لدين عجب ، فكان أول إسلام حويصة من قبل قول أخيه ، فقال محيصة في ذلك شعرا .

هذا إسناد حسن متصل ، أخرج أحمد منه إلى قوله : اللهم أعنهم فقط ، وهو المرفوع منه الموصول ، والباقي مدرج ، وله شاهد في الصحيح من حديث عمرو عن جابر رضي الله عنه .

[ ص: 340 ] [ ص: 341 ] [ ص: 342 ]

4259 \ 2 - وقال الحميدي : حدثنا سفيان ، حدثنا العبسي ، عن عكرمة ، قال : قالت امرأته : إني أسمع صوتا أجد منه ريح الدم ؟ قال : إنما هو أبو نائلة أخ لي ، لو وجدني نائما ما أيقظني ، وإن الكريم إذا دعي إلى طعنة لأجاب .

وسمى الذين أتوه مع أبي نائلة : محمد بن مسلمة ، وعباد بن بشر ، والحارث بن معاذ ، وأبو عبيس بن جابر
.

التالي السابق


الخدمات العلمية