المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
4299 \ 1 - وقال أبو بكر : حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمن الناس إلا أربعة .

[ ص: 454 ] [ ص: 455 ]

4299 \ 2 - وقال البيهقي في الدلائل : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا الحسن بن بشر ، حدثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس : عبد العزى بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد ، وأم سارة ، فأما عبد العزى بن خطل فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة ، قال : ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه ، وكان أخا عثمان من الرضاعة ، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له ، فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم أتاه ، فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل الأنصاري يتردد ويكره أن يقدم عليه ، لأنه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلم ، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه ، ثم قال صلى الله عليه وسلم للأنصاري : قد انتظرتك أن توفي بنذرك ، قال : يا رسول الله ، هبتك ، أفلا أومأت إلي ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إنه ليس للنبي أن يكون يومئ .

قال : وأما مقيس بن صبابة فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتل خطأ ، فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار ، فلما جمع له العقل ورجع نام الفهري ، فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ، وأقبل يقول :


شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا يضرج ثوبيه دماء الأخادع     وكانت هموم النفس من قبل قتله
تلم وتنسيني وطاء المضاجع      [ ص: 456 ] قتلت به فهرا وغرمت عقله
سراة بني النجار أرباب فارع     حللت به نذري وأدركت ثؤرتي
وكنت إلى الأوثان أول راجع

وأما أم سارة : فإنها كانت مولاة قريش ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة ، فأعطاها شيئا ، ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى مكة ... فذكر قصة حاطب ، كذا في الأصل
.

[ ص: 457 ]

4299 \ 3 - وقال الحارث : حدثنا أبو سلمة ، هو الخزاعي ، قال : اسم ابن خطل : عبد الله ، كانت له جاريتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم آمنين إلا ابن خطل وقينتيه وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ومقيس بن صبابة الليثي ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يجعل لهم الأمان ، فقتلوا كلهم إلا إحدى القينتين فإنها أسلمت .

[ ص: 458 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية