المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
4322 - حدثنا عبيد بن جناد ، حدثنا عطاء بن مسلم ، عن جعفر بن برقان ، عن عطاء ، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما ، قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وعنده عصابة حمراء ، أو قال : صفراء ، فقال : ابن عم ، خذ هذه العصابة ، فاشدد بها رأسي ، فشددت بها رأسه ، قال : ثم توكأ علي حتى دخلنا المسجد ، فقال : يا أيها الناس ، إنما أنا بشر مثلكم ، ولعله أن يكون قرب مني الرحيل من بين أظهركم ، فمن كنت قد أصبت من عرضه أو من بشره أو من شعره أو من ماله شيئا فهذا عرض محمد وشعره وبشره وماله ، فليقم فليقتص ، ولا يقولن أحد منكم : إني أتخوف من محمد العداوة والشحناء ، ألا إنهما ليسا من طبيعتي وليسا من خلقي ، قال : ثم انصرف .

فلما كان من الغد أتيته ، فقال : ابن عمي ، لا أحسب أن مقامي بالأمس أجزأ عني ، خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي ، قال : فشددت بها رأسه ، قال : ثم توكأ صلى الله عليه وسلم علي حتى دخل المسجد ، فقال مثل مقالته بالأمس ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : إن أحبكم إلينا من اقتص ، قال : فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت يوم أتاك السائل فسألك ، فقلت : من معه شيء يقرضنا ؟ فأقرضتك ثلاثة دراهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : يا فضل ، أعطه ، فأعطيته ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : ومن غلب عليه فليسألنا ندع له ، قال : فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني رجل جبان كثير النوم ، قال الفضل : فلقد رأيته أشجعنا وأقلنا نوما .

قال : ثم أتى صلى الله عليه وسلم بيت عائشة ، فقال للنساء مثلما قال للرجال
.

[ ص: 516 ] [ ص: 517 ] [ ص: 518 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية