المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 101 ] 20 - باب قتال أهل البغي

4394 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا عبدة بن سليمان ، ثنا سالم المرادي أبو العلاء ، قال : سمعت الحسن رضي الله عنه يقول : لما قدم علي رضي الله عنه البصرة في أمر طلحة وأصحابه رضي الله عنهم ، قام عبد الله بن الكواء ، وابن عباد ، فقالا : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن مسيرك هذا ، أوصية أوصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم عهدا عهده عندك ، أو رأيا رأيته حين تفرقت الأمة ، واختلفت كلمتها ؟ فقال رضي الله عنه : ما أكون أول كاذب عليه صلى الله عليه وسلم ، والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم موت فجأة ، ولا قتل قتلا ، ولقد مكث صلى الله عليه وسلم في مرضه ، كل ذلك يأتيه المؤذن ، فيؤذنه بالصلاة ، فيقول صلى الله عليه وسلم : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، ولقد تركني وهو صلى الله عليه وسلم يرى مكاني ، ولو عهد إلي شيئا لقمت به ، حتى عارضت في ذلك امرأة من نسائه صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن أبا بكر رضي الله عنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس ، فلو أمرت عمر رضي الله عنه فليصل بالناس ، فقال صلى الله عليه وسلم : إنكن صواحب يوسف ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في أمرهم ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أبا بكر رضي الله عنه أمر دينهم ، فولوه أمر دنياهم ، فبايعه المسلمون ، وبايعته معهم ، فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني ، وكنت سوطا بين يديه رضي الله عنه في إقامة [ ص: 102 ] الحدود ، فلو كان محاباة عند حضور موته رضي الله عنه لجعلها في ولده ، فأشار بعمر رضي الله عنه ، ولم يأل ، فبايعه المسلمون ، وبايعته معهم ، وكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني ، وكنت سوطا بين يديه رضي الله عنه في إقامة الحدود ، فلو كانت محاباة عند حضور موته رضي الله عنه لجعلها في ولده ، وكره أن يتخير من معشر قريش رجلا ، فيوليه أمر الأمة ، فلا يكون فيه إساءة من بعده إلا لحقت عمر رضي الله عنه في قبره ، فاختار منا ستة . أنا فيهم ، لنختار للأمة رجلا ، فلما اجتمعنا وثب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقا على أن يختار من الخمسة رجلا فيوليه أمر الأمة ، فأعطيناه مواثيقنا ، فأخذ بيد عثمان رضي الله عنه فبايعه ، ولقد عرض في نفسي عند ذلك ، فلما نظرت في أمري ، فإذا عهدي قد سبق بيعتي ، فبايعت وسلمت ، وكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني ، وكنت سوطا بين يديه رضي الله عنه في إقامة الحدود ، فلما قتل عثمان رضي الله عنه نظرت في أمري ، فإذا الموثقة التي كانت في عنقي لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما قد انجلت ، وإذا العهد لعثمان رضي الله عنه قد وفيت به ، وأنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى ، ولا طلبة ، فوثب فيها من ليس مثلي ، ( يعني : معاوية رضي الله عنه ) لا قرابته قرابتي ، ولا علمه كعلمي ، ولا سابقته كسابقتي ، وكنت أحق بها منه ، قالا : صدقت ، فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين ، ( يعنيان : طلحة والزبير رضي الله عنهما ) صاحباك في الهجرة ، وصاحباك في بيعة الرضوان ، وصاحباك في المشورة ، فقال رضي الله عنه : بايعاني بالمدينة ، وخالفاني بالبصرة ، ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر رضي الله عنه خلعه لقاتلناه ، ولو أن رجلا ممن بايع عمر رضي الله عنه خلعه لقاتلناه . [ ص: 103 ]

4394 \ 2 - أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي ، عن سالم المرادي ، عن الحسن رضي الله عنه مثله سواء .

قلت : روى أبو داود والنسائي طرفا منه من حديث الحسن ، عن قيس بن عباد .

[ ص: 104 ] [ ص: 105 ] [ ص: 106 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية