المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 492 ] 45 - باب صفة البعث

4539 - قال إسحاق : أخبرنا جرير ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، ثنا قيس بن السكن ، وأبو عبيدة بن عبد الله ، قال : إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدث عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الحديث ، فقال : إذا حشر الناس يوم القيامة ، قاموا أربعين ، على رؤوسهم الشمس ، شاخصة أبصارهم إلى السماء ، ينتظرون الفصل كل بر منهم وفاجر ، لا يتكلم منهم بشر ، ثم ينادي مناد : أليس عدلا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ، ورزقكم ، ثم عبدتم غيره ، أن يولي كل قوم ما تولوا ؟ فيقولون : بلى ، فينادي بذلك ملك ثلاث مرات ، ثم يمثل لكل قوم آلهتهم التي كانوا يعبدونها ، فيتبعونها ، حتى توردهم النار ، فيبقى المؤمنون والمنافقون ، فيخر المؤمنون سجدا ، وتدمج أصلاب المنافقين ، فتكون عظما واحدا ، كأنها صياصي البقر ، ويخرون على أقفيتهم ، فيقول الله تعالى لهم : ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم ، فيرفع الرجل رأسه ، ونوره بين يديه مثل الجبل ، ويرفع الرجل رأسه ونوره بين يديه مثل القصر ، ويرفع الرجل رأسه ونوره بين يديه مثل البيت ، حتى ذكر مثل الشجرة ، فيمضون على الصراط كالبرق وكالريح ، وكحضر الفرس ، وكاشتداد الرجل ، حتى يبقى آخر الناس نوره على إبهام رجله مثل [ ص: 493 ] السراج ، فأحيانا يضيء له ، وأحيانا يخفى عليه ، فتشعب منه النار ، فلا يزال كذلك حتى يخرج ، فيقول : ما يدري ما نجا منه غيري ، ولا أصاب أحد مثل ما أصبت ، إنما أصابني حرها ونجوت منها ، قال : فيفتح له باب في الجنة ، فيقول : يا رب ، أدخلني هذا ، فيقول : عبدي لعلي إن أدخلتك تسألني غيره ، قال : فيدخله ، فبينما هو يعجب بما هو فيه ، إذ فتح له باب آخر ، فيستحقر في عينه الذي هو فيه ، فيقول : يا رب ، أدخلني هذا ، فيقول : أولم تزعم أنك لا تسألني غيره ؟ فيقول : وعزتك وجلالك ، لئن أدخلتنيه لا أسألك غيره ، قال : فيدخله حتى يدخله أربعة أبواب ، كلها يسألها ، ثم يستقبله رجل مثل النور ، فإذا رآه هوى ، فسجد له ، فيقول : ما شأنك ؟ فيقول : ألست بربي ؟ فيقول : إنما أنا قهرمان ، لك في الجنة ألف قهرمان على ألف قصر ، بين كل قصرين مسيرة ألف سنة ، يرى أقصاها كما يرى أدناها ، ثم يفتح له باب من زبرجدة خضراء ، فيها سبعون بابا ، في كل باب منها أزواج وسرر ومناصف ، فيقعد مع زوجته ، فتناوله الكأس ، فتقول : لأنت منذ ناولتك الكأس أحسن منك قبل ذلك بسبعين ضعفا ، عليها سبعون حلة ، ألوانها شتى ، يرى مخ ساقها ، ويلبس الرجل ثيابه على كبدها ، وكبدها مرآته .

هذا إسناد صحيح متصل رجاله ثقات .

[ ص: 494 ] [ ص: 495 ] [ ص: 496 ] [ ص: 497 ] [ ص: 498 ] [ ص: 499 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية