صفحة جزء
205 - حدثنا سعيد قال : نا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، قال : كنت مع مجاهد ، فمر بنا رجل من قريش ، فقال له مجاهد : حدثنا ما سمعت من أبيك ، قال : حدثني أبي أن الملائكة حين جعلوا ينظرون إلى أعمال بني آدم وما يركبون من المعاصي الخبيثة - وليس يستر الناس من الملائكة شيء - ، فجعل بعضهم يقول لبعض : انظروا إلى بني آدم كيف [ ص: 582 ] يعملون كذا وكذا ، ما أجرأهم على الله - يعيبونهم بذلك ، فقال الله عز وجل لهم : قد سمعت الذي تقولون في بني آدم ، فاختاروا منكم ملكين أهبطهما إلى الأرض ، وأجعل فيهما شهوة بني آدم . فاختاروا هاروت وماروت ، فقالوا : يا رب ، ليس فينا مثلهما ، فأهبطا إلى الأرض ، وجعل فيهما شهوة بني آدم ، ومثلت لهما الزهرة في صورة امرأة ، فلما نظرا إليها لم يتمالكا أن تناولا منها ما الله أعلم به ، وأخذت الشهوة بأسماعهما وأبصارهما ، فلما أرادا أن يطيرا إلى السماء لم يستطيعا ، فأتاهما ملك فقال : إنكما قد فعلتما ما فعلتما ، فاختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة ، فقال أحدهما للآخر : ماذا ترى ؟ قال : أرى أن أعذب في الدنيا ثم أعذب ، أحب إلي من أن أعذب ساعة واحدة في الآخرة ، فهما معلقان منكسان في السلاسل ، وجعلا فتنة .

[ ص: 583 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية