صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثت عن سلمان، قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي صخرة، فعطف علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قريب مني، فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان علي، نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب به ضربة، فلمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما هذا الذي رأيت يلمع تحت المعول، وأنت تضرب به؟ فقال: "أوقد رأيت ذلك يا سلمان؟" فقلت: نعم، فقال: "أما الأولى فإن الله عز وجل فتح علي بها اليمن، وأما الثانية، فإن [ ص: 418 ] الله عز وجل فتح علي بها الشام والمغرب، وأما الثالثة، فإن الله فتح علي بها المشرق".

قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة ، أنه كان يقول في زمن عمر، وزمن عثمان، وما بعده: "افتتحوا ما بدا لكم، فوالذي نفس أبي هريرة بيده، ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة، إلا الله عز وجل وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتحها" قلت: وهذا الذي ذكره محمد بن إسحاق بن يسار من قصة سلمان قد ذكرنا معناه منقولا عن معاذ بن أبي الأسود، عن عروة، عن موسى بن عقبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية