صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو عاصم .

(ح) قال: وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر، واللفظ له، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، حدثنا سعيد بن مينا ، قال: سمعت جابر بن عبد [ ص: 426 ] الله، يقول: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، قال: فانكفأت إلى امرأتي، فقال: إني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها، وطبخت، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله، قد ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، قال: فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم" .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينكم، حتى أجيء" .

قال: فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينا، فبصق وبارك، يعني: ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: "ادعوا لي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها" ، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوا واحتفزوا، أو قال: انحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز
كما هو حديث الدوري مختصر رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن علي [ ص: 427 ] .

ورواه مسلم عن حجاج بن الشاعر، عن أبي عاصم.

التالي السابق


الخدمات العلمية