صفحة جزء
[ ص: 163 ] باب استئذان عيينة بن حصن بن بدر في مجيئه ثقيفا، وإطلاع الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم على ما قال لهم

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو جعفر البغدادي، قال: حدثنا أبو علاثة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: " وأقبل عيينة بن بدر حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائذن لي أن أكلمهم لعل الله أن يهديهم، فأذن له، فانطلق حتى دخل عليهم الحصن، فقال: بأبي أنتم تمسكوا بمكانكم، والله لنحن أذل من العبيد، وأقسم بالله، لئن حدث به حدث لتملكن العرب عزا ومنعة، فتمسكوا بحصنكم، وإياكم أن تعطوا بأيديكم، ولا يتكاثرن عليكم قطع هذا الشجر، ثم رجع عيينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماذا قلت لهم يا عيينة؟" قال: قلت لهم وأمرتهم بالإسلام، ودعوتهم إليه، وحذرتهم النار، ودللتهم على الجنة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت بل قلت لهم كذا وكذا" فقص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فقال: صدقت يا رسول الله، أتوب إلى الله عز وجل وإليك من ذلك، فلما أخذ الناس في القطع، قال عيينة بن بدر ليعلى بن مرة: علي حرام أن أقطع حظي من الكرم، فقال يعلى بن مرة: إن شئت قطعت نصيبك، فماذا ترى؟ قال [ ص: 164 ] عيينة: أرى أن تدخل جهنم، فكانت هذه ريبة من عيينة في دينه، وسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب منه، وأوعد عيينة، وقال: "أنت صاحب العمل، أولى لك فأولى".

التالي السابق


الخدمات العلمية