صفحة جزء
[ ص: 247 ] باب ذكر كتابه ليحنة بن رؤبة وكتابه لأهل جرباء وأذرح وهو بتبوك

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق ، قال: "فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء، وأذرح فأعطوه الجزية، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فهو عندهم، فكتب ليحنة بن رؤبة" بسم الله الرحمن الرحيم، هذه أمنة من الله ومحمد رسول الله ليحنة [ ص: 248 ] بن رؤبة وأهل أيلة أساقفتهم، وسائرهم في البر والبحر لهم ذمة الله وذمة النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وأنه طيب لمن أخذه من الناس، وإنه لا يحل أن يمنعوا ما يريدونه، ولا طريقا يريدونه من بر أو بحر ".

هذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

قال ابن إسحاق: وكتب لأهل جرباء، وأذرح: "بسم الله الرحمن الرحيم، " هذا كتاب من محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل أذرح أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد صلى الله عليه وسلم وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة، والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان إلى المسلمين، ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة " وذكر باقي الكتاب، قال: وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أهل أيلة بردة مع كتابه الذي كتب لهم أمانا لهم، فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار " [ ص: 249 ] ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة. والله تعالى أعلم".

التالي السابق


الخدمات العلمية