صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن يعلى بن مرة، عن أبيه، قال [ ص: 21 ] : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا فرأيت منه أشياء عجبا، نزلنا منزلا فقال: " انطلق إلى هاتين الأشاءتين، فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكما: أن تجتمعا، فانطلقت، فقلت لهما ذلك، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها، فنزلت كل واحدة إلى صاحبتها، فالتقتا جميعا، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته من ورائهما، ثم قال: " انطلق، فقل لهما: فلتعد كل واحدة إلى مكانها، فأتيتهما، فقلت لهما ذلك، فنزلت كل واحدة حتى عادت إلى مكانها وأتت امرأة، فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه في كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أدنيه" ، فأدنته منه، فتفل في فيه، وقال: "اخرج عدو الله، أنا رسول الله" ، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع" ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله ومعه كبشان، وأقط، وسمن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذ هذا الكبش" فأخذ منه ما أراد، فقالت: والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا.

ثم أتاه بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان فبعث إلى أصحابه، فقال: "ما لبعيركم هذا يشكوكم؟" فقالوا: كنا نعمل عليه، فلما كبر وذهب عمله تواعدنا لنحره غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنحروه، واجعلوه في الإبل يكون فيها"
.

وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، حدثنا محمد بن محمد بن داود السجزي، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أبو سعيد الأشج، وعمرو الأودي، قالا: حدثنا وكيع، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن يعلى بن مرة، عن أبيه، قال [ ص: 22 ] : رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء فذكر الحديث بمعنى رواية يونس إلا أنه زاد: خذ أحد الكبشين، ورد الآخر، وخذ السمن والأقط.

مرة أبو يعلى هو مرة بن أبي مرة الثقفي وقيل فيه، عن يعلى نفسه أنه قال: رأيت.

التالي السابق


الخدمات العلمية