صفحة جزء
[ ص: 139 ] باب استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة الله تعالى إياه في سقياه، ثم دعائه بالكشف حين شكوا إليه كثرة المطر، وإجابة الله تعالى إياه فيما دعاه وما ظهر في ذلك من آثار النبوة.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا حدثنا أبو العباس محمد يعقوب، أنبأنا العباس بن الوليد بن مزيد، قال أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي ، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، قال: حدثنا أنس بن مالك ، قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة يخطب الناس فأتاه أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني يديه - وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعهما حتى ثارت سحاب كأمثال الجبال، ثم لم ينزل على المنبر حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال رجل غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وجاع العيال، فادع الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا" ، قال: فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الجوبة، وسال [ ص: 140 ] الوادي - وادي قناة - شهرا ولم يجئ أحد من ناحية من النواحي إلا حدث بالجود.

أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن الأوزاعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية