صفحة جزء
[ ص: 287 ] باب ما روي في إخباره صلى الله عليه وسلم الرجل الذي وصف بالاجتهاد في العبادة بما حدثته نفسه، وبغير ذلك من حاله

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي ، قال: حدثنا الرقاشي، عن أنس بن مالك ، قال: ذكروا رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة فإذا هم بالرجل مقبلا، قالوا: هذا الذي كنا نذكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إني لأرى في وجهه سنعة من الشيطان" ، ثم أقبل فسلم عليهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل حدثت نفسك" .

وفي رواية أبي سعيد: "هل حدثتك نفسك أنه ليس في القوم أحد خير منك؟" قال: نعم، ثم ذهب فاختط مسجدا وصف بين قدميه يصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يقوم إليه فيقتله " قال أبو بكر: أنا، فانطلق إليه فوجده قائما يصلي فهاب أن يقتله فانصرف، فقال: يا رسول الله، وجدته قائما يصلي فهبت أن أقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يقوم إليه فيقتله؟" فقال عمر: أنا، فانطلق إليه فصنع كما صنع أبو بكر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يقوم إليه فيقتله؟" قال علي: أنا، قال: "أنت إن أدركته" ، فذهب فوجده قد انصرف فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أول قرن خرج في أمتي، لو [ ص: 288 ] قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي" ، ثم قال: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة"
.

قال يزيد الرقاشي: هي الجماعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية