صفحة جزء
[ ص: 304 ] باب ما جاء في إخباره من قال في نفسه شعرا في الشكاية عن ولده بذلك إن صحت الرواية

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل العلوي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عامر النهاوندي حدثنا أبو دجانة أحمد بن الحكم المعافري حدثنا عبيد بن خلصة، حدثنا عبد الله بن عمر المدني، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله ، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله , إن أبيه يريد أن يأخذ ماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعه ليه" ، قال: فجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ابنك يزعم أنك تأخذ ماله؟" ، فقال: سله هل هو إلا عماته أو قراباته أو ما أنفقه على نفسي وعيالي، قال: فهبط جبريل الأمين، عليه السلام فقال: يا رسول الله، إن الشيخ قد قال في نفسه شيئا لم تسمعه أذناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قلت في نفسك شيئا لم تسمعه أذناك؟" قال: لا يزال يزيدنا الله بك بصيرة ويقينا، نعم، قلت: قال: هات فأنشأ يقول:


غذوتك مولودا وعلتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل [ ص: 305 ]     إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
لسقمك إلا ساهرا أتململ     تخاف الردى نفسي عليك وإنها
لتعلم أن الموت حتم موكل     كأني أنا المطروق دونك بالذي
طرقت به دوني فعيناي تهمل     فلما بلغت السن والغاية التي
إليك مدى ما كنت فيك أؤمل     جعلت جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المنعم المتفضل     فليتك إذا لم ترع حق أبوتي
كما يفعل الجار المجاور تفعل

قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بتلبيب ابنه، وقال: "أنت ومالك لأبيك".


التالي السابق


الخدمات العلمية