صفحة جزء
[ ص: 354 ] باب ما جاء في إخباره عن حال ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وشهادته له بالشهادة والجنة فقتل شهيدا يوم مسيلمة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وما ظهر في رؤيا من رآه من الآثار.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا أبو النضر، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت، عن أنس، قال: لما نزلت هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله: أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون .

وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبط عملي وأنا من أهل النار، فجلس في أهله حزينا، قال: ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ما لك؟ قال: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول، حبط عملي وأنا من أهل النار، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما قال، فقال: "لا، ‍‍بل هو من أهل الجنة" .

قال أنس: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة , قال أنس بن مالك : فأنا فيهم، قال: فكان فينا بعض [ ص: 355 ] انكشاف، فجاء ثابت بن قيس قد تحنط ولبس كفنه فقال: بئس ما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل.


أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر , عن سليمان بن المغيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية