صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد بن دينار، قال: حدثنا أبو العالية، قال: لما افتتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف، فحملناه إلى عمر بن الخطاب، [رضي الله [ ص: 382 ] عنه] ، فدعا له كعبا، فنسخه بالعربية، أنا أول رجل من العرب قرأه.

قرأته مثل ما أقرأ القرآن هذا.

فقلت لأبي العالية : ما كان فيه؟ فقال: سيرتكم، وأموركم، ودينكم، ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد.

قلت: فما صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان في الليل دفناه وسوينا القبور كلها، لنعميه على الناس لا ينبشونه، فقلت: وما ترجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عليهم برزوا بسريره فيمطرون.

قلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: رجل يقال له: دانيال , فقلت: مذ كم وجدتموه مات؟ قال: مذ ثلاثمائة سنة.

فقلت: ما كان تغير شيء؟ قال: لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع.

التالي السابق


الخدمات العلمية