صفحة جزء
أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، أنه أخبره قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: لا أدري أكان معه أم أخبره أبوه، فقال: قتل عمار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقتله الفئة الباغية" .

قال: فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية، فقال معاوية: ما شأنك؟ فقال: قتل عمار، فقال معاوية: قتل عمار، فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية" ، فقال له معاوية: دحضت في بولك، أنحن قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا، أو قال: سيوفنا.


وحدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو زكريا العنبري، قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا عطاء [ ص: 552 ] بن مسلم الحلبي قال: سمعت الأعمش، يقول: قال أبو عبد الرحمن السلمي شهدنا صفين فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء، وهؤلاء في عسكر هؤلاء، فرأيت أربعة يسيرون؛ معاوية بن أبي سفيان، وأبو الأعور السلمي، وعمرو بن العاص وابنه، فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه عمرو: وقد قتلنا هذا الرجل , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما قال قال: أي رجل؟ قال: عمار بن ياسر، أما تذكر يوم بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد.

فكنا نحمل لبنة لبنة، وعمار يحمل لبنتين لبنتين، فمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تحمل لبنتين لبنتين وأنت ترحض، أما إنك ستقتلك الفئة الباغية، وأنت من أهل الجنة"
، فدخل عمرو على معاوية فقال: قتلنا هذا الرجل، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.

فقال اسكت، فوالله ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بيننا.

التالي السابق


الخدمات العلمية