صفحة جزء
[ ص: 68 ] باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على القتال يوم بدر وشدة بأسه

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، قال: حدثنا أبو النضر ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت، عن أنس بن مالك ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسا عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه - قال: فحدثه الحديث، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال: "إن لنا طلبة، فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا" ، قال: فجعل رجال يستأذنوه في ظهرانهم في علو المدينة، فقال: "لا، إلا من كان ظهره حاضرا" فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقومن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا [ ص: 69 ] دونه" ، فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" ، يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟ فقال: "نعم" ، قال: بخ بخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يحملك على قولك بخ بخ؟" قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها" ، قال: فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل رضي الله عنه " رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة، عن أبي النضر .

التالي السابق


الخدمات العلمية