صفحة جزء
1113 - وحدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ، قال : حدثنا المثنى بن بحر القشيري ، قال : حدثنا عبد الواحد بن سليمان ، عن الحسن بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بثلاثة أيام هبط عليه جبريل عليه السلام ، فقال : يا محمد أرسلني إليك من هو أعلم منك بما تجد خاصة لك ، وإكراما لك ، وتفضيلا لك ، يقول لك : "كيف تجدك ؟" قال : "أجدني يا جبريل مغموما ، وأجدني يا جبريل مكروبا" فلما كان اليوم [ ص: 1625 ] الثاني هبط عليه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد أرسلني إليك من هو أعلم بما تجد منك خاصة لك ، وإكراما لك ، وتفضيلا لك ، يقول لك : "كيف تجدك" قال : "أجدني يا جبريل مغموما ، وأجدني يا جبريل مكروبا" ، فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل ومعه ملك الموت ، ومعه ملك على شماله يقال له : إسماعيل ، جنده سبعون ألف ملك ، جند كل ملك منهم مائة ألف ، ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) ، استأذن ربه في لقاء محمد صلى الله عليه وسلم ، والتسليم عليه ، فسبقهم جبريل عليه السلام ، فقال : السلام عليك يا محمد أرسلني إليك من هو أعلم بما تجد منك خاصة لك ، وإكراما لك ، وتفضيلا لك ، يقول لك : كيف تجدك قال : "أجدني مغموما وأجدني مكروبا" قال : واستأذن ملك الموت ، فقال جبريل : يا محمد ؛ هذا ملك الموت يستأذن عليك ، واعلم أنه لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك ، قال : "ائذن له يا جبريل" ، قال : فدخل فقال : السلام عليك يا محمد ، أرسلني إليك ربي وربك عز وجل ، وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني به ، إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن كرهت تركتها . قال : "وتفعل ذلك يا ملك الموت ؟" قال : بذلك أمرت يا محمد ، قال : فأقبل عليه جبريل ، فقال : يا محمد ، إن الله عز وجل قد اشتاق إليك ، وأحب لقاءك ، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على ملك الموت ، فقال : "امض لما أمرت به" ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعنا قائلا يقول - وما نرى شيئا - : في الله عزاء من كل هالك ، وعوض من كل مصيبة ، وخلف من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المحروم من حرم الثواب .

[ ص: 1626 ] قال محمد بن الحسين رحمه الله :

قد رسمت في كتاب فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وغسله ، وكيف صلي عليه ، ووقت دفنه ، وكيف الصلاة عليه بعده ، وثواب من صلى عليه حالا بعد حال .

ونذكر بعد هذا فضل أصحابه رضي الله عنهم الذين اختارهم الله عز وجل له أصهارا وأنصارا ، ووزراء ، وهم المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم ، ونفعنا بحبهم .

قال محمد بن الحسين :

بلغني أنه لما دفن النبي صلى الله عليه وسلم ، جاءت فاطمة رضي الله عنها ، فوقفت على قبره فأنشأت تقول :

أمسى بخدي للدموع رسوم أسفا عليك وفي الفؤاد كلوم     والصبر يحسن في المواطن كلها
إلا عليك فإنه مذموم     لا عيب في حزني عليك لو أنه
كان البكاء لمقلتي يدوم

[ ص: 1627 ] تم الجزء الثالث عشر من كتاب الشريعة بحمد الله ومنه ، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم ، يتلوه الجزء الرابع عشر من الكتاب إن شاء الله ، وبه الثقة.

التالي السابق


الخدمات العلمية