صفحة جزء
109 - باب ذكر بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام بمكة وتصديقهم إياه

1139 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري ، قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني ، وإسحاق - يعني ابن إبراهيم - المروزي ، قالا : حدثنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري .

[ ص: 1659 ] 1140 - وحدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا خلف بن هشام البزار ، قال : حدثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن خثيم ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم ، أنه حدثه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وعكاظ ، ومنازلهم من منى فيقول : "من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي ، وله الجنة" فلا يجد أحدا ينصره ، ولا يؤويه ، حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه ، فيأتيه قومه فيقولون له : احذر غلام قريش لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل ، فيشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله عز وجل من يثرب ، فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، وبعثنا الله إليه فأتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا ، فقلنا : حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدنا شعب العقبة ، فقال عمه العباس رحمه الله : يا ابن أخي ، لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك ؟ إني ذو معرفة بأهل يثرب ، واجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلما نظر العباس في وجوهنا قال : هؤلاء قوم لا نعرفهم ، هؤلاء أحداث ، قلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، والأمر بالمعروف والنهي عن [ ص: 1660 ] المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة" . فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلا أنا ، فقال : رويدا يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونعلم أنه رسول الله ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم ، وعلى قتل خياركم ، ومفارقة العرب كافة ، فخذوه وأجركم على الله عز وجل ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله عز وجل ، قالوا : يا أسعد ، أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجلا رجلا ، فأخذ علينا شرطه العباس ، ويعطينا على ذلك الجنة .

1141 - وحدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف ، قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال حدثني يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر - وذكر الحديث ، بطوله مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية