صفحة جزء
1197 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه قال : ولينا أبو بكر رحمه الله فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا .

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

فإن قال قائل : فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وقى الله شرها .

قيل له : إن كنت ممن يعقل فاعلم أن هذا مدح لبيعة أبي بكر رضي الله عنه ، وليس هو ذما لها يا جاهل .

فإن قال : كيف ؟ [ ص: 1732 ]

قيل له : لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفن اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، فمضى إليهم أبو بكر ومعه عمر رضي الله عنهما ، وخشي أن يحدثوا شيئا لا يستدرك سريعا ، فكلمهم بما يحسن ، ويجمل من الكلام ، ووعظهم ، فقال منهم قائل : منا أمير ومنكم أمير .

قال محمد بن الحسين رحمه الله : فلو تم هذا لكان فيه بلاء عظيم ، واختلفت الكلمة ؛ لأنه لا يجوز أن يكونا خليفتين في وقت واحد ، فقام عمر رضي الله عنه بتوفيق الله الكريم له فقال : لئن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ، ثم قال لأبي بكر : مد يدك أبايعك ، فمد يده فبايعه ، فعلمت الأنصار وجميع المهاجرين أن الحق فيما فعله عمر ، فبايعه الجميع طائعين غير مكرهين لم يختلفوا عليه ، وجاء علي بن أبي طالب فبايعه ، وجاء الزبير فبايعه ، وجاء بنو هاشم فبايعوه ، فقول عمر رضي الله عنه : كانت بيعة أبي بكر فلتة . . . ." يعني : افتلتت من أن يكون للشيطان فيها نصيب ، لم يسفك فيها دم ، ولم يختلف عليه الناس ، فهذا مدح لها ليس بذم يا من يطلب الفتنة اعقل إن كنت تعقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية