صفحة جزء
129 - حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا [ ص: 447 ] الحسين بن الحسن المروزي ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا أبو الحكم ، قال : أخبرنا موسى بن أبي كردم - وقال غيره : ابن أبي درم - عن وهب بن منبه ، قال : بلغ ابن عباس عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم ، يجلس فيه ناس من قريش ، فيختصمون فترتفع أصواتهم ، فقال ابن عباس : انطلقوا بنا إليهم ، فانطلقنا حتى وقفنا ، فقال لي ابن عباس : أخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به أيوب - عليه السلام - وهو في حالة بلائه ، قال وهب : فقلت : قال الفتى : " يا أيوب أما كان في عظمة الله وذكر الموت ما يكل لسانك ، ويقطع قلبك ، ويكسر حجتك ؟ يا أيوب : أما علمت أن لله - تعالى - عبادا أسكتتهم خشية الله من غير عي ولا بكم ، وإنهم لهم النبلاء الفصحاء ، [ ص: 448 ] الطلقاء الألباء ، العالمون بالله وأيامه ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطعت قلوبهم ، وكلت ألسنتهم وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله تعالى وهيبة له ، فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، لا يستكثرون لله الكثير ، ولا يرضون له بالقليل ، يعدون أنفسهم مع الظالمين الخاطئين وإنهم لأنزاه أبرار أخيار ، ومع المضيعين المفرطين ، وإنهم لأكياس أقوياء ، ناحلون دائبون ، يراهم الجاهل فيقول : مرضى وليسوا بمرضى وقد خولطوا ، وقد خالط القوم أمر عظيم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية