1. الرئيسية
  2. كتاب الشريعة
  3. باب تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته الذين يجادلون بمتشابه القرآن
صفحة جزء
153 - أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي ، قال : حدثنا أبو الأشعث ، أحمد بن المقدام ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار أن رجلا من بني تميم يقال له صبيغ بن عسل ، قدم المدينة ، وكانت عنده كتب ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ، فبلغ ذلك عمر - رضي الله عنه - ، فبعث إليه ، وقد أعد له عراجين النخل ، فلما دخل عليه جلس ، فقال له عمر : من أنت ؟ فقال : أنا عبد الله صبيغ . فقال عمر : وأنا عبد [ ص: 484 ] الله عمر ، ثم أهوى إليه ، فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه حتى شجه ، فجعل الدم يسيل على وجهه فقال : " حسبك يا أمير المؤمنين ، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي " .

قال محمد بن الحسين :

فإن قال قائل : فمن يسأل عن تفسير ( والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا ) استحق الضرب ، والتنكيل به والهجرة ؟

قيل له : لم يكن ضرب عمر - رضي الله عنه - له بسبب هذه المسألة ولكن لما تأدى إلى عمر ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه ، علم أنه مفتون ، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه ، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به . وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به ، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه ، سأل عمر الله تعالى أن يمكنه منه حتى ينكل به ، وحتى : يحذر غيره ، لأنه راع يجب عليه [ ص: 485 ] تفقد رعيته في هذا وفي غيره ، فأمكنه الله تعالى منه .

وقد قال عمر - رضي الله عنه - : " سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية