1. الرئيسية
  2. كتاب الشريعة
  3. باب تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته الذين يجادلون بمتشابه القرآن
صفحة جزء
154 - حدثنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان ، قال : حدثنا عاصم بن علي ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، قال : إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : " إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن ، فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى " .

قال محمد بن الحسين :

وهكذا كان من بعد عمر علي بن أبي طالب رضي الله [ عنه ] ، إذا سأله إنسان عما لا يعنيه عنفه ورده إلى ما هو أولى به .

[ ص: 486 ] روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال يوما : سلوني . فقام ابن الكواء ، فقال : ما السواد الذي في القمر ؟ فقال له : " قاتلك الله سل تفقها ، ولا تسأل تعنتا ، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك ؟ ثم قال : ذلك محو الليل " .

قلت : وقد كان العلماء قديما وحديثا يكرهون عضل المسائل ويردونها ، ويأمرون بالسؤال عما يعني ، خوفا من المراء والجدال الذي نهوا [ ص: 487 ] عنه ، " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ، وكثرة السؤال " . و " نهى عن الأغلوطات " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم ؛ فحرم من أجل مسألته " كل هذا خوفا من المراء والجدال .

فاتقوا الله يا أهل القرآن ، ويا أهل الحديث ، ويا أهل الفقه ، ودعوا المراء والجدال والخصومة في الدين ، واسلكوا طريق من سلف من [ ص: 488 ] أئمتكم ، يستقم لكم الأمر الرشيد ، وتكونوا على المحجة الواضحة ، إن شاء الله .

فقد أثبت في ترك المراء والجدال ما فيه كفاية لمن عقل . والله الموفق لمن أحب .

[ ص: 489 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية