صفحة جزء
1598 - وأخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا أبو جناب ، قال : حدثنا أبو عون الثقفي ، قال : كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي ، وكان الحسن بن علي يقرأ عليه ، قال أبو عبد الرحمن : فاستعمل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه رجلا من بني تميم يقال له : حبيب بن قرة على السواد ، وأمره أن يدخل الكوفة من كان بالسواد من المسلمين ، فقلت للحسن بن علي رضي الله عنهما : إن ابن عم لي بالسواد أحب أن يقر بمكانه ، فقال : تغدو على كتابك قد ختم فغدوت عليه من الغد ، فإذا الناس يقولون : قتل أمير المؤمنين ! قتل أمير المؤمنين ! فقلت للغلام أتقربني إلى القصر ؟ فدخلت القصر ، وإذا الحسن بن علي قاعد في المسجد في الحجرة ، وإذا صوائح ، فقال : ادن يا أبا عبد الرحمن . فجلست [ ص: 2106 ] إلى جنبه فقال لي : خرجت البارحة وأمير المؤمنين يصلي في هذا المسجد ، فقال لي : يا بني إني بت الليلة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة ، صبيحة بدر لسبع عشرة من رمضان ، فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد ؟ - قال : . . والأود : العوج ، اللدد : الخصومات - فقال لي : "ادع عليهم" ، فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم ، وأبدلهم بي شرا . قال : وجاء ابن التياح فآذنه بالصلاة فخرج وخرجت خلفه ، فاعتوره الرجلان ، فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق ، وأما الآخر فأثبتها في رأسه .

قال ابن صاعد : قال أبو هشام : قال أبو أسامة : إني لأغار عليه كما يغار الرجل على المرأة الحسناء - يعني على هذا الحديث - لا تحدث به ما دمت حيا
" .

[ ص: 2107 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية