صفحة جزء
237 - كتاب فضائل عائشة رضي الله عنها

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

اعلموا رحمنا الله وإياكم أن عائشة رضي الله عنها وجميع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، فضلهن الله عز وجل برسوله صلى الله عليه وسلم ، أولهن خديجة رضي الله عنها ، وقد ذكرنا فضلها ، وبعدها عائشة رضي الله عنها شرفها عظيم ، وخطرها جليل .

فإن قال قائل : فلم صار الشيوخ يذكرون فضائل عائشة [ رضي الله عنها ] دون سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان بعدها - أعني : بعد خديجة وبعد عائشة رضي الله عنهما ؟ . قيل له : لما أن حسدها قوم من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرموها بما قد برأها الله تعالى منه ، وأنزل فيه القرآن ، وأكذب فيه من رماها بباطله ، فستر الله الكريم به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأقر به أعين المؤمنين ، وأسخن به أعين المنافقين ، عند ذلك عني العلماء بذكر فضائلها رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .

[ ص: 2394 ] روي أنه قيل لعائشة [ رضي الله عنها ] : أن رجلا قال : إنك لست بأم . فقالت : صدق ، أنا أم المؤمنين ، ولست بأم المنافقين .

وبلغني عن بعض الفقهاء من المتقدمين أنه سئل عن رجلين حلفا بالطلاق ، أحدهما أن عائشة أمه ، وحلف الآخر أنها ليست بأمه . فقال : كلاهما لم يحنث . فقيل له : كيف هذا ؟ ! لا بد أن يحنث أحدهما . فقال : إن الذي حلف أنها أمه هو مؤمن لم يحنث ، والذي حلف أنها ليست أمه هو منافق لم يحنث .

قال محمد بن الحسين رحمه الله :

فنعوذ بالله ممن شنأ عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيبة المبرأة الصديقة ابنة الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 2395 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية